آخر تحديث: 2024-03-14

     واحة الفكر والثقافة

نحن بحاجة اليك
انعقدت خناصر أهل العلم على كبير فضله، وكريم خصاله، ودماثة أخلاقه، وجمّ تواضعه، وحميد جُرْأته
::: المزيد

................................................................

دراسات قرآنية
إعمار بيوت الله
إصلاح ذات البَين
مكانة المرأة في الإسلام 3
مكانة المرأة في الإسلام 2
::: المزيد

................................................................

دراسات من الواقع
عُرف الصيام قديماً منذ آلاف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير
::: المزيد

................................................................

مقالات فكرية
خطة رمضان ( أنا والقرآن )
كيف يصوم اللسان؟
اللغة العربية والإعلام 2
تلاوة الأطفال للقرآن وسماعه تأديب وتربية وتعليم:
::: المزيد

................................................................

مقالات دعوية
من شمائل وأوصاف النبي المختار صلى الله عليه وسلم
بر الوالدين (حقوق الأولاد )
بر الوالدين 2( ولاتنهرهما )
بر الوالدين 1
::: المزيد
 

     وجهـة نظــر

خواطر شبابية
هل أنت تعامل الناس بأخلاقك ام بأخلاقهم ؟
من هو شهر رمضان ؟
أمـــــــــــــي
غزة والصحافة العربية
::: المزيد

................................................................

خواطر أنثوية
الأم
أفضل النساء
المعلِّم
همسة مؤمنة
::: المزيد

................................................................

مشكلات اجتماعية
قطيعة الرحم
في بيتنا أسير للكلمة التافهة !
15 حلا في 10 دقائق
كيف يقترب الأبوان من قلوب أبنائهم وبناتهم؟
::: المزيد

     سـؤال و جـواب

فتاوى
ظهور أحد في عمل فني يمثل شخصية سيدنا محمد
القتل
شروط الذكر
تسويق
::: المزيد

................................................................

مشكلات وحلول
احب احد من اقاربي
أرجو الرد للضرورة القصوى
ارجوكم ساعدوني انا افكر في الانتحار
أغاني تامر
::: المزيد

................................................................

تفسير الأحلام
حلم طويل
حلم غريب
حلم عن الحصان والفيل
انا تعبان
::: المزيد

................................................................

الزاوية القانونية
إبطال زواج
عقد الفرز والقسمه
الوكالة
الشهادة
::: المزيد
 

       أحسـن القـول

برنامج نور على نور الاذاعي
إعداد وتقديم :
الأستاذ الشيخ أحمد سامر القباني
والأستاذ الشيخ محمد خير الطرشان
الإرهـــاب
فريضة طلب العلم
خلق الحلم 2
خلق الحلم 1
::: المزيد

................................................................

محاضرات و نشاطات
سمك يطير
سمية في تركيا
ندوة الشباب ومشكلاتهم 2
ندوة الشباب ومشكلاتهم 1
::: المزيد
 

       اخترنــا لكـم

هل تعلم؟
هل تعلم
فوائد الليمون
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي3
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي2
::: المزيد

................................................................

قصة وعبرة
أبتي لن أعصيك... فهل لك أن ترجع لي يدي؟
أثر المعلم
المهم " كيف ننظر للابتلاء عندما يأتي ؟
كيس من البطاطا ..
::: المزيد
 

   ::    المزيد من الأخبار


الموجز في قواعد اللغة العربية

كتابٍ من صنعة متخصصٍ في علوم العربية عاش حياته لأجلها تأليفاً وتدريساً، ويدرك القارئ لهذا الكتاب تمكن المؤلف رحمه الله في هذا المجال وقدرته التي أعطت الكتاب ذوقاً فنياً عند صياغته له بمنهج مبسط واضح جامع.
::: المزيد

 

 

حسب اسم الكتاب

حسب اسم الكاتب

حسب الموضوع

dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot غزوة الأحزاب بين الأمس واليوم
dot الإعجاز التشريعي والعلمي في آيات الطعام والشراب في سورتي المائدة والأنعام
dot أمريكا حلم الشباب الواهم

dot حاشية ابن عابدين
dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot معجم أخطاء الكتّاب
dot الميسر في أصول الفقه





 

 

 

 

 

 

 

 

 


اخترنا لكم >> ما رأيك أن تعلم :

مجمع اللغة العربية بدمشق
الدكتور عبد الله واثق شهيد
الأمين العام لمجمع اللغة العربية بدمشق
2

 
          - لقد كان من أسباب نجاح المجمع، براعة الأسلوب الذي اتبعه المجمعيون
وقتئذٍ في عملهم، إنه التفاعل والتعايش:
 
          * كان عمل المجمع حصيلة تفاعله تفاعلاً نشيطاً مع جميع الفئات التي كانت
تقع لديها مشكلات لغوية تحتاج إلى الإصلاح، إنها فئات طلاب المدارس
والعسكريين والموظفين والكتاب والصحفيين...، يجعل تفاعلَهم نشيطاً
تعايشُهم ومطلبٌ مشترك بينهم هو إصلاح اللغة. هذا التفاعل النشيط هو الذي
دعاهم إلى إصلاح النطق ويسّره لهم ومكّنهم منه، فنشروا حصيلة ما أصلحوه
في مجلة "المجمع" بعنوان عثرات الأفمام فتكامل مع سلسلة مقالاتهم في
عثرات الأقلام.
          * هذا التفاعل النشيط هو الذي حمل صيت المجمع إلى الجاليات العربية في
القارة الأمريكية وحثّ على مؤازرته فيها وفي بلاد الشام، ودفع الموسرين
إلى التبرع بجوائز مالية تشجيعاً للكتّاب على الجيد من مؤلفاتهم.
          * وهذا التفاعل جعل المجمع في العقد الأول من حياته خلية نحلٍ، ملكتها
اللغة والجميع في خدمتها، والمجمع هو الرائد المخطط والمنسق، يضع الخطط
وما إن يشرع في التنفيذ حتى يزدحم حوله المؤازرون، يطلبون متطوعين، دوراً
في التنفيذ لعلهم يرتفعون به إلى مصاف الوطنيين البررة، ويثلجون بالقيام
به صدورهم.
          * هذا التفاعل والتعايش نلمسه أيضاً في تعاون المجمع مع الاختصاصيين في
مختلف الفنون التي وضع مصطلحاتها «فجمع بين قدرة أعضائه اللغوية وبين
معرفة الاختصاصيين بمفاهيم الألفاظ الفنِّية»، كما نلمسه في تعاونه مع
مديرية المعارف «بحيث نظمت جلسات مشتركة بحث فيها عن أقرب الطرق لنشر
الفصحى بين الطلاب والجمهور»، واعتمد المجمع فيها تقريراً وضعه الشيخ عبد
القادر المغربي. ونلمسه أيضاً في محاضراته التثقيفية التي شرع يلقيها في
ربيع عام 1921 ولاقت إقبالاً كبيراً من المواطنين فاتخذ قراراً بإلقاء
محاضرات على السيدات في بداية عام 1923. لقد كانت محاضرات المجمع ضرباً
من التفاعل والتعايش الذي قرّبه من المواطنين وزادهم ثقة به.
         
        ويدخل في براعة الأسلوب أو الحكمة في معالجة المشكلات:
      * تجنّب ما يدعو إلى الخلاف في الأمور اللغوية فيما ينشره المجمع
في تصحيح الأغلاط، ودون ذكر اسم الشخص الذي وقع في الغلط.
    ولا شك أن النجاح الذي أصابه المجمع كان، قبل كل ما ذكر من الأسباب،
ثمرة تعاون أعضاء المجمع وتآزرهم، واتفاقهم، فقد كانوا «لا يذخرون وسعاً
في السعي، عاملين متآزرين نحو تحقيق الخطة التي اتفقوا عليها لإعلاء شأن
العربية...» ، وهذا هو ما أهَّل المجمع لقيادة المشروع ووضْع خطة تنفيذه
ومتابعته وتصحيح مسار الخطة وتطويرها.
          ثم إن المجمع في تفاعله هذا، في البيئة التي أحاطت به، أصبح هو وسطاً
ملائماً لنشوء أنشطة في بعض مجالات أغراض المجمع احتضنها العاملون فيه.
فهم يعيشون في المجمع يومهم كله أو أكثره، يشاهدون التفاف الجماهير
المثقفة حول أعضائه ومؤازريهم، ويسمعون ما يتداولونه من آراء للنهوض
باللغة ولبناء الأجيال علماً وثقافة وفكراً، فيدفعهم ما يلقاه أعضاء
المجمع من احترام وتقدير إلى الاقتداء بهم والسير على سننهم في العمل،
فيعودون إلى ما حوته دار الكتب الظاهرية من نفائس الكتب ومختلف المراجع
ليستزيدوا من بعض ما راق لهم مما سمعوه، أو ليمحِّصوا ما أشكل عليهم منه،
فنمت حركة علمية في صفوف العاملين وإن كانوا قلة، ونشأ منهم من أصبح في
عقد الثلاثينيات أو فيما بعده مؤرخاً أو محققاً أو أديباً أو باحثاً في
بعض شؤون أغراض المجمع. وهذا هو نجاح آخر للمجمع كان ثمرة تردد أصداء عمل
أعضائه وسيرتهم في البيئة التي أحاطت به، وخاصة في الأقربين إليه فيها،
وهم العاملون فيه.
          ولئن شارفت مهمة التخلص مما خلفه التتريك على الانتهاء، بعد تعريب
الدواوين وتعليم الموظفين اللغة العربية والنظر في كتب المدارس
الابتدائية والثانوية، وإصلاح ما فيها من أخطاء، ووضع مصطلحاتها بالتعاون
مع المختصين، في العشرينيات من القرن الماضي، فإن مهمة تعريب التعليم
العالي التي بدأت مع إحداث المجمع والمعهد الطبي العربي، لا ينجز منها في
عقد من الزمن ما يمكن أن يمثل حالةً واضحة المعالم من حالات تعريب
التعليم العالي، فمهمة المجمع على هذا المحور مهمة متجددة المصاعب
والمشكلات.
   ويحسن تقسيم العقد الأول، الذي ينتهي مع عام 1928 ومع صدور أول تنظيم
حكومي للمجمع (القرار 135) إلى مرحلتين. مرحلة أولى تنتهي في عام 1924،
وكانت أصعب مراحل تعريب التعليم العالي في القطر، إذ كان على كل عضوٍ من
أعضاء هيئة التدريس أن يكوِّن في هذه المرحلة الأفكار الرئيسية التي
تقوده إلى الأسلوب الصحيح الذي سيتبعه ليشق طريقه في تعريب ما كُلِّف
تدريسَه. فمن كانت الأفكار الرئيسية التي كوَّنها متناسقة متكاملة واضحة،
وقامت على قاعدة متينة من الثقافة العربية عامةً واللغوية منها خاصة،
أمكنه أن يضع ملامح الخطة التي سيتبعها، وأن يجد سبيله للقيام بالمهمة
بنجاح، فيشرع بعدئذ بنشر ما يتوصل إليه في مجلتي "المجمع" و"المعهد"،
اللتين كانت صفحاتهما منتدىً مفتوحاً لتبادل الآراء بين العلميين
واللغويين العرب، يشدهم إلى نصرة المجمع والمعهد حرصهم على نجاح المسعى
العربي في دمشق، واغتباطهم بما حققاه من نجاح. وانتهت المرحلة الصعبة مع
بدايات ظهور المنهجية في معالجة مشكلات وضع المصطلح في فكر المجمعيين
العلميين، والتي بدت في أعمال كل من الدكتور جميل الخاني والأمير مصطفى
الشهابي اللذين باشرا نشرَ أفكارهما الأساسية حول تعريب التعليم العالي
في عام 1924 في مجلة "المعهد الطبي العربي" بعنوان "لغة العلم"، وفي مجلة
"المجمع" بعنوان "قطع أغصان الشجرة". ثم تجمَّع في مرحلة ثانية تلت
الأولى، لديهما ولدى كل عضوٍ من أعضاء هيئة التدريس في المعهد، مجموعاتٌ
من المصطلحات يوجب ترتيبها وتنسيقها وائتلاف مفرداتها واتساق معانيها،
نشرَها للاحتكام إلى أهل الاختصاص في العلم أو في اللغة أو لتسجيل السبق
في ميدان التعريب. وقد امتدت هذه المرحلة إلى نهاية العقد الأول في عام
1928 لدى بعض أعضاء هيئة التدريس، وإلى بدايات عقد الثلاثينيات أو حتى
إلى منتصفه لدى بعض آخر منهم.
 
          وامتد طموح بعض العلميين إلى تطوير أساليب وضع المصطلح، فتابع الأمير
مصطفى الشهابي نشر دراساته في هذا المجال منذ عام 1924 في مجلة "المجمع"،
وكانت كلها في علوم الزراعة والمواليد ومصطلحاتها، ثم توسع في بحوثه فجمع
أسس وضع المصطلح المتوارثة وأضاف إليها ونشر فيما بعد كتابه "المصطلحات
العلمية في اللغة العربية في القديم والحديث"... ونشأ في هذا العقد من
الزمن مجموعة من أساتذة المعهد الطبي أصبحوا فيما بعد رواداً في حركة
التعريب ووضع المصطلح من أمثال مرشد خاطر وجميل الخاني وصلاح الدين
الكواكبي... وشرع بعضهم منذ العشرينات يضع الخطوط الأولية لصنع معجم مختص
بالعلم الذي يعمل فيه، وبدؤوا بجمع مصطلحاتهم مرتبة ترتيباً ألفبائياً أو
غيره في جداول طوروها تدريجياً لتقترب من معجم مختص انتهوا إليه في
الثلاثينيات وفيما بعدها.
          نستخلص من تأمل مسيرة المجمع في العقد الأول من حياته، كما جاءت في
الصفحات القليلة السابقة، أن المجمع قام فيها بمهامه على محورين: محور
تعريب التعليم العالي، ومحور إزالة آثار التتريك في اللغة والمجتمع،
وتعريب الدواوين وإصلاح كتب المدارس وأغلاط الصحفيين ووضع مصطلحات الحياة
العامة... الذي نصطلح على تسميته اختصاراً محور إزالة آثار التتريك في
اللغة والمجتمع.
          كانت القيادة في التخطيط والتنفيذ على المحور الثاني أو الأخير لأعضاء
المجمع اللغويين، ويلاحظ أن عملهم عليه كان جماعياً، بمعنى أن الأعضاء
ومؤازريهم كانوا يعملون على تنفيذ خطة أو مهمة واحدة يوزعون لإنجازها
الأدوار حتى على "المستنفَرين"، فأنهوا لذلك بنجاح المرحلة الأولى من
مهمتهم.
          أما على المحور الأول، محور تعريب التعليم العالي، فكانت القيادة فيه
للعلمين، إلا أن هذه القيادة لم توزع الأدوار على الأعضاء في خطة لإنجاز
المهمة، وقد تكون ظروف العمل على هذا المحور، هي التي فرضت هذا الواقع،
فكل عضوٍ من أعضاء هيئة التدريس في المعهد، تفرغ لإنجاز مهمة التعريب في
المادة التي يدرسها، ولم يكن في أي من مواد الدراسة في تلك الأيام أكثر
من مدرس واحد، بل قد يوزع الأستاذ ما لديه من طاقة على أكثر من مادة،
وتلك كانت، على سبيل المثال، حال الدكتور جميل الخاني الذي قام بتدريس
مادتي أمراض الجلد والفيزياء. فالمدرِّس من هذا المنطلق ليس له في المعهد
نظير يعود إليه يشاطره الخبرة ويتبادل معه الرأي، كما أن كلاًّ من زملائه
منهمك في إنجاز المهمة في المادة التي يدرسها. ومن هذا المنطلق أيضاً
يمكن أن نجد لقيادة المجمع عذراً في العمل على محور تعريب التعليم العالي
دون تنسيق بين الأعضاء، إلا أن ما يجعلنا نستبعد الأخذ بهذا التعليل هو
أن أساتذة المعهد الطبي (وجلهم أعضاء عاملون أو مراسلون في المجمع) كانوا
ينشرون ما وضعوه من مصطلحات على صفحات مجلتي "المجمع" و"المعهد" كما
ذكرنا، وكانوا يقرؤون فيهما ما يرد من نقدٍ لما نشروه ويُتْبِعونه بردودٍ
ومناقشات قد تطول، كتلك المناقشات التي كانت تجري على صفحات المجلة بين
الأب أنستاس ماري الكرملي وجميل الخاني، ثم أخذت تدور المناقشات على
صفحات المجلتين بين أعضاء المجمع بعضهم مع بعض. فلم يكن الوقت هو ما
ينقصهم للتنسيق، ولكن صعوبة القيام به، هي التي حالت دون محاولة الأخذ به
وشككت في جدواه، فحل محله عرض مصطلحاتهم على صفحات مجلتي "المجمع"
و"المعهد" لتنقحها الآراء والمناقشات المطروحة على تلك الصفحات. ولذلك
أيضاً لا نجد في العشرينيات من القرن الماضي على هذا المحور، محور
التعليم العالي، عملاً جماعياً أو تعاونياً كأعمال اللغويين.
 
          كان العقد الأول من حياة المجمع، في رأي الرئيس كرد علي «دور تمرن
واستقراء واستجماع قوى». لقد كان يطمح إذن أن يحقق المجمع قفزات تضاهي ما
حققه في العقد الأول إن لم تكن أكبر. إلا أن ظروفاً عديدة استجدت لم
تساعد المجمع على تحقيق أمانيّ مؤسسه. وسنحاول تلخيص أهم التطورات التي
طرأت على نظم المجمع وعلى البيئة المحيطة به والتي يمكن أن يكون لها دور
فعال في التأثير في نشاطه.
          فأما أهم التطورات التي طرأت على نظم المجمع فهي صدور أول قانون ينظم
عمله في عام 1928، وقد لخصنا من قبل (في الصفحة 716) أهم ما جاء فيه. إلا
أن قانون المجمع الصادر بالمرسوم التشريعي ذي الرقم 60/ آ. س في عام 1943
كان أكمل تنظيماً وأشمل أحكاماً إذ استُكمل في نفس العام بالمرسوم ذي
الرقم 571، الذي اشتمل على النظام الداخلي للمجمع (وهو ما يعرف اليوم
باسم لائحته الداخلية). وأهم ما ورد فيهما: إضافة العمل على توحيد
المصطلحات العلمية في الأقطار العربية إلى أغراض المجمع ومهامه، وإحداث
إدارة ملحقة بالمجمع هي إدارة دور الكتب العامة وصيانة الإضبارات
الوطنية، وإلغاء ارتباط إدارة الآثار بالمجمع إداريّاً وعلميّاً بإغفال
ذكرها فيه، وإحداث لجنتين دائمتين تتمتعان بصلاحيات واسعة هما لجنة
الشؤون الإدارية ولجنة المجلة والمطبوعات، واشتراط إقامة العضو العامل في
دمشق، وبذلك أغلق فرع حلب حكماً. وأورد هذا القانون عدة أحكام في تعويضات
حضور جلسات المجلس واللجان وإلقاء المحاضرات والنشر في المجلة... ضمّنها
في عدد من مواده، وكان قانون عام 1928 قد اكتفى، في معرض تعداد أنواع
النفقات في الموازنة، بالإشارة إلى التعويضات التي تعطى للأعضاء على
الأبحاث والمحاضرات التي يكلفهم المجمع القيامَ بها. ويمكن أن نستخلص من
هذه التطورات أن العمل على توحيد المصطلحات العلمية بين الأقطار العربية
أصبح غرضاً من أغراض المجمع ومهمة أساسية من مهامه، بعد أن كان يكتفي منذ
إنشائه بترويج توحيد المصطلحات ويدعو إليه بإلحاح، وأن التعويض المالي عن
الأعمال العلمية وتنظيم صرفها أصبح أمراً مهماً يوجب أن ينفرد له مجموعة
من المواد والأحكام في القانون وفي نظامه الداخلي. كما نلاحظ أن تشتت
جهود المجمع بين عدة مهام كبرى أخذ يتقلص، فخرجت إدارة الآثار تدريجياً
من حوزة المجمع، وتركزت مهامه في دمشق، بعد أن تحقق ما كان يتمناه الرئيس
كرد علي ورئيس الدولة كما وردت تقريباً في قانون سنة 1943.
          ولم تأت الوحدة السورية المصرية بتغيرات هامة على محتوى القانون ذي
الرقم (90) في البنية والأغراض، فالقرار ذو الرقم 1144 لسنة 1960 القاضي
بإنشاء مجمع اللغة العربية (وليس المجمع العلمي العربي) ولائحته الداخلية
(وليس نظامه الداخلي) الصادرة بالقرار ذي الرقم 31 لسنة 1961 قريبان من
حيث المحتوى مما جاء في المرسوم التشريعي ذي الرقم (90) ونظامه الداخلي.
أما أهم ما استجد فيهما فكان في تيسير أسباب العمل، إذ أصبحت لجان المجمع
الدائمة في حكم القانون الجديد أربع لجان بإضافة لجنة المخطوطات وإحياء
التراث، ولجنة المصطلحات وألفاظ الحضارة، وأعطى القانون مجلس المجمع الحق
في تأليف لجان دائمة أخرى، كما أبرز دور الخبراء في تنفيذ أعمال المجمع،
ومنح أعضاء المجمع تعويضاً شهرياً يحدد بقرار من الوزير. وعلى الرغم من
عدم صدور القرار المنتظر طوال نصف قرن تقريباً فإن أهمية الحكم تبقى
كبيرة ونوعية، فقد حدد التعويضَ القانون ذو الرقم 38 لعام 2001، ويلاحظ
أخيراً أن الرقابة الشديدة على ما يكتب وما يلقى من محاضرات قد ألغيت في
قانون المجمع الذي جاء مع الوحدة السورية المصرية.
 
          ونجمل أهم التغيرات التي طرأت على أنظمة المجمع، بعد مرور عقد من الزمن
على إنشائه وحتى نهاية القرن العشرين بما يلي:
-       لم يطرأ على مهام المجمع وأغراضه للنهوض باللغة العربية تغيرات تذكر.
-       أُعفي المجمع من القيام بالمهام الأخرى وألغيت تدريجياً من
قانونه، وهي: إدارة الآثار، فالإشراف العلمي عليها، وإدارة دور الكتب
العامة وتنظيمها وصيانة الإضبارات الوطنية، وأخيراً تنظيم إلقاء
المحاضرات في المجمع والمدن السورية.
-       أصبحت إقامة العضو العامل في دمشق مقر المجمع شرطاً على المرشح
لها، وأدَّى ذلك إلى تركيز أنشطة المجمع في دمشق وإغلاق فرعه في حلب.
-       حذف شرط الحد الأدنى للسنّ على المرشحين لعضوية المجمع.
-       ظهرت الحاجة إلى المكافأة المادية على العمل في وقت مبكر، ونظم
القانون أحكام تقديرها وصرفها منذ عام 1943، ومنح القانون في عام 1960
تعويضاً شهرياً للأعضاء يحدد ويصدر بقرار من الوزير إلا أن ذلك القرار لم
يصدر.
-       أدخل القانون الصادر في عام 1960 بعض المستجدات في تيسير أسباب
عمل المجمع، فأبرز دَور الخبراء في المشاركة في أعماله، وضاعف عدد اللجان
الدائمة وفوض إلى مجلس المجمع وإحداث لجان دائمة أخرى.
 
                   وأما التطورات التي حلت بالبيئة التي تحيط بالمجمع ويعمل ضمن شروطها
فأهمها ما يلي:
 
-       خبوّ جذوة "النفير للتعريب منذ القضاء على الدولة العربية في
دمشق، بعد أن كانت قد اتقدت في حماها.
-       إحداث مجمع القاهرة الذي استقطب نشاط الإخوة المصريين وكثيراً من
العرب وحتى بعض مجمعيِّي دمشق.
-       اضطراب شروط المعيشة وازدياد ضغطها على الأفراد وتحكم مطالبها في
توجيه نشاطهم.
-       تقهقر جودة تعليم اللغة العربية وتراجع المهارات اللغوية عند
العلميين خاصة، وغياب اللغويين المؤهلين لعضوية المجمع عن دمشق إلى ما
بعد بلوغهم الستين أو السبعين من العمر، وارتفاع سن المرشح لعضوية المجمع
تبعاً لذلك.
         
          هذه الأسباب حالت دون تحقيق المجمع قفزات تضاهي قفزته العملاقة في العقد
الأول، إلا أنه تابع تألقه بفضل جهود مؤسسيه من الجيلين الأول والثاني،
والاندفاع الشديد الذي ولدته الطاقات التي اختزنها في العقد الأول، وما
اكتسبه من الخبرة والمكانة في المجتمعات العربية.
*        *        *

عودة إلى قائمة المقالات

حاشية ابن عابدين
قائمة الكتب
قائمة المخطوطات
واحة الفكر والثقافة
وجهة نظر
سؤال وجواب
أحسن القول
اخترنا لكم
أخبار الدار
كلمة الشهر

أفكارنا الروحية تصنع لنا مسرات لا تنتهي ، وأفكارنا المادية تخلق لنا مطالب لا تنتهي .

The possession of knowledge does not kill the sense of wonder and mystery. There is always more mystery


 
النتائج  |  تصويتات اخرى

 









اشتراك

إلغاء الاشتراك

 
-
 
 


1445 - 1429 © موقع دار الثقافة والتراث ، جميع الحقوق محفوظة
Powered by Magellan