واحة الفكر
والثقافة
>>
آيات قرآنية :
تابع التربية الروحية في الإسلام
إعمار بيوت الله
قال الله تعالى ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) [النور/37، 38]
النور الطليق الفائض و الغامر في السماوات و الأرض , يتجلّى ويتألَّق في بيوت العبادة التًّي تتفرغ فيها القلوب للصلة بالله تعالى , وتتطلَّع إليه وتذكره و تخشاه , وتخلص له و تؤثِره على كلِّ من سواه .
هذه ممكن أن تكون المساجد أو بيوت المؤمنين , أو نوادي تجمعهم , أو أماكن عملهم , فالمقصود هو أن يحوِّلوا كل مكان يجتمعون فيه , إلى مركز لذكر الله عزَّ و جل و توحيده و تمجيده .
وبالمختصر بيت الله تعالى هو كل مكان يجتمع فيه أصحاب القلوب المؤمنة لإقامة الصلاة ,وذكر الله عز و جل و التعلم والتعليم , وتدارس كل ما يفيد أمر الأمة , وتحين أحوال المسلمين .
وروّاد هذه البيوت رجال ربانيون , تعمل أيديهم بالتجارة وغيرها من أسباب الرزق , بينما قلوبهم عامرة بذكر الله , وتقيم أرواحهم و أجسادهم الصلاة الحقيقية و هم ينفقون و ينيبون لله الواحد القهار خوفا ً من يوم تنفطر به القلوب وتخشع الأبصار ؛ يوم ٌ يجعل الولدان شيبا .
تلك البيوت أذن الله أن ترفع وإذنه تعالى هو أمر نافذ , فهي مرفوعة قائمة , وهي مطهرة رفيعة , يتناسق مشهدها المرفوع من نور المتألق في السماوات والأرض , وتتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة النور المسبِّحة الواجفة , المصلية الواهبة قال تعالى ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ )) [التوبة/18] .
ولهذه البيوت حرمات و للإقامة فيها آداب , فعن السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و سلم قالت (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل المسجد قال : بسم الله والسَّلام على رسول الله , اللهم اغفر لي ذنوبي وأفتح لي أبواب رحمتك )) أخرجه الترمذي و قال حديث حسن.
ولخدمة المساجد وتطهيرها وت تنظيفها و تعطيرها والقيام على شؤونها فضل كبير .
وقد أمر الله سبحانه بتطهير هذه البيوت من النجاسات الحسية و المعنوية , كاللغو و غيره , وأمر بذكر الله و إخلاص العبادة له .
ومن حرمة المسجد أن يسلم الداخل وقت الدخول وإن لم يكن في المسجد أحد يقول : " السلام علينا و على عباد الله الصالحين " ويركع ركعتين قبل أن يجلس ولا يبيع فيه و لا يشتري , ولا يرفع صوتاً بغير ذكر الله تعالى , ولا يتخطى رقاب الناس بشكل يؤذيهم , و الله تعالى يصف عباده المؤمنون الذين يعمرون المساجد بأنهم رجال لا تشغلهم الدنيا و زخرفها ولا بيعهم و تجارتهم عن ذكر ربهم , بل إنهم يجمعون بين الدنيا و الدين معا , بشكل متوازن متساوٍ متكافئ .
وفي قوله تعالى (( ليجزيهم أحسن م عملوا )) إيحاء إلى أنه لا يجازيهم على مساوئ أعمالهم بل يغفر لهم , أي يجزيهم على الإحسان إحساناً , وعلى الإساءة عفواً و غفراناً .
وفي الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه .
و الحمد لله رب العالمين
أبو غانم / غازي صبحي آق بيق |