وجهة نظر
>>
مشكلات اجتماعية
:
الخيانة الزوجية
أم
الخيانة الأسرية
الخيانة في الحياة الإنسانية أمرٌ بشع سيء، في كل المعايير وفي كل المفاهيم، بل وفي كل الأمم والشعوب.
الخيانة أمرٌ ليس مقصوراً على الحياة الزوجية فحسب، إنما هي في حياتنا اليومية المتكررة!!!
نعم ليس هذا عجيباً أو غريباً إخوتي!!
فالذي يبتسم في وجهك لأنه يريد منك أمراً ما، أو يعاملك معاملة حسنة لأنه سيطلب شيئاً ما، وقلبه لا يحبك ولا يريد لك الخير والفلاح فهذه خيانة وأي خيانة.
ويا ترى الخيانة هل هي مقصورة على المرأة فقط أو هي أمرٌ مشترك بين الرجل والمرأة؟؟؟
هل فكرنا متى يفكر كل من الزوجين بالخيانة؟ بل لماذا يفكر كل منهما بالخيانة؟ لو أردنا أن نعود قليلاً إلى علم النفس الذي يحلل البواعث النفسية والذي يبحث عن طريقة تفكير هذا العقل البشري، فستجد أن علم النفس يقول لنا: الرجل شعلة من الرجولة والأنفة والغير والشدة، اجتمعت لهذا الكائن البشري.
جعل الله مِن حكمته وعلمه بهذا المخلوق ـ المرأة تحته يحوطها ويرعاها ويلي أمرها لأنه لا يرضى ولا يسمح لنفسه أولاً، أن يتولاها أو أن يحوطها غيره.
إذاً مشاعر الرجولة الحقيقية (من الغيرة والأنفة و...) كانت حكمة من الله تعالى هادفةً ومؤديةً إلى رعاية المرأة من دافع نفسه ومن تفكيره الباطن، دون طلب أو توسل أو استجلاب من المرأة.
ومن هنا نفهم قوله تعالى مخاطباً العالم كله مسلمهم وكافرهم، والمتدين وغير المتدين، قائلاً لهذه المخلوقات المجبولة خلقاً على المشاعر والأحاسيس دون غيرها من الكائنات {الرجال قوامون على النساء...}.
قوامون! نعم!
بماذا؟
لماذا؟
إلى متى؟
أسئلة لا بد من التفكير فيها والبحث عنها لكن ليس الآن وليس في هذه المقالة لكي لا نشرّق أو نغرب بعدين عن موضوعنا.
نعود لموضع قلة الأمانة، وعدم الوفاء وعدم الحب الحقيقي، وعدم الإخلاص عفواً... عفواً... أردت موضوع الخيانة!
متى يفكر الرجل أن زوجته تخونة؟ من فراغ... ودون سبب... لا.. لا.. أبداً!!
ويا ترى هل السبب دائماً سرمداً محصور في المرأة فقط؟!
والأمر الأهم... الذي يفكر بخيانة الطرف الآخر ويحترق من هذا المرض ويعيش في جحيم، وموت وأسىً وهو في الدنيا هل هو الرجل فقط!!؟
إذاً لا بد لنا قبل أن ندخل في موضوعنا سبباً وعلاجاً من التفكر في هذه الأسئلة..
يبدأ الإنسان والعقل البشري يخاف مثلاً من قلة المال إذا نظر فرأى أن دخله قليلاً ومصروفه كثير... ويبدأ يفكر بسلامة جسمه والخوف عليه والاعتناء بتغذيته إذا أحسَّ أن شيئاً ما في جسده قد تغير ولم يرد الوظيفة التي خلقه الله لأجلها.. فعلم النفس يقول الآن لنا: تفكير الإنسان بنفسه وبالآخرين عبادةٌ عن البواعث النفسية، والتفكير اليومي الذي يعيش عليه... فالذي يفكر بمرض ما يخاف منه، ويخشى أن يصيبه، بل ربما أخذ أدوية وقائية منه، بل ربما يحسب أنَّ أي ألمٍ أصابه هو المرض الذي يخافه.
فليس الشعور بالخيانة الزوجية سبب مقصور على المرأة فقط، ولكن لماذا إذا ذكرت كلمة ((الخيانة))، ينصرف عقلنا إلى المرأة.. لماذا؟.. ولماذا لا يعاب الرجل في مجتمعنا المسلم وللأسف ولا ينتقد نفسه أو يُنتقد إذا خان بنظرة زوجته؟
من الذي خلقه الله عاطفياً يتأثر بالكلمة والنظرة، الرجل أكثر أو المرأة؟
لماذا النظرة الآثمة يعودها المجتمع جريمة كبيرة في حق المرأة وأمراً يومياً عادياً بحق الرجل؟؟ وهل يُرضي هذا العقل السليم، أو هل يوافق شرعنا؟؟
خيانة المرأة ربما يعتقد الكثيرون أنها الجرم الأثيم فقط الذي يأباه كل عاقل، وغاب عنا أن المرأة إذا كانت مع زوجها في فراش الزوجية وهي تفكر بغيره، وتحلم به هل فكر الزوج وخاف أن هذه هي الخيانة بعينها.
المرأة متى تخون؟ ومن هي التي تخون؟؟!
هناك نوع من النساء الخيانة فيهن سجية وطبع شبوا عليه وعاشوا عليه، وهذا النوع لن نتكلم عنه؛ لأنه مرض بيّنٌ جلي معروف حتى عند صاحبه، فلا يحتاج إلى كثير بحث وعقار طبي.. والنوع الآخر منهن: الظلم البشري، وعدم الرجولة الحقيقة عند الذكور فرض على المرأة أن تكون في عريكة دائمة مع الرجل في الحياة اليومية، وهو شعور تأباه وتحقر عليه كل امرأة عندها شيء من الأنوثة، فالمرأة لا يهين كرامتها ولا يحرق نياط قلبها لو بقيت طيلة عمرها تحضر طعاماً تربي أولاداً، وتعلم أجيالاً كما يحقرها ويفني معنى الأنوثة عندها أن تكون جسراً يعبر عليه الآخرون لتحصيل منافعهم ومآربهم، وهؤلاء مع كونهم منتفعين هم هاملين لحياتها ومستلزماتها، وهي عليها أن تكون رجلاً لتلبية الحاجات خراج البيت، وامرأة لتلبية النزوات داخل البيت، لا للمودة والرحمة والسكن الذي علمناه الله تعالى في القرآن الكريم.
بعد هذا كله أي أنوثة ستسأل عنها هذه المرأة التي جعلها اللامبالون رجلاً خارج البيت مع الرجل، وامرأة في البيت فقط بين يديه، فهل بقي لهذه المرأة أي شعور أنثى تفكر بتلبيته وقد انتقلت لها القوامة، ترى إذا جن الليل وألقت نفسها على فراشها من شدة التعب والألم والتفكير لا لكمال سعادة وراحة تنسيها ما جال بها طيلة النهار، وهي ترى نفسها في مصاف الرجال!!! فأي أنوثة تؤرق مضجعها لتبحث عنها!! فهذا نوع من النساء لا يعرفن الخيانة ليس بدافع الدين والخوف من الله فحسب، بل لأنها أصبحت رجلاً يسعى على نفسه وعلى عياله وبيته، وامرأة قد دفنت في نفسها مشاعر الأنثى.
بقي نوع من النساء يعشن في بيوتهن مع أولادهن والرجل قيم عليهن بكل ما تعني القوامة من معنى، بل ربما يكون عبداً عندها حقيقة وهو لا يشعر، ثم إذا ذهب زوجها خارج البيت وهو يفكر أنه قيمٌ رجلٌ ذكرٌ عليها، ويظن أنها تحبه وتعشقه، فتراها إذا سنحت لها الفرصة داخل البيت أو خارجه من إبداء شيء من أنوثتها أو إعجاب بشخصية رجل آخر، وهي تذمُّ زوجها ومنكرة فضله عليها، ومسلطة لسانها عليه إذا غاب، وتراه لا يشعر بشيء، بل يفاخر بها أمام الناس ولا يدي عن حقيقتها شيئاً.
هنا نريد أن نضع مصطلحاً آخر للخيانة، هل الخيانة تتعلق بالروح أم بالجسد؟؟؟ وهذا يحتاج إلى وقت آخر.
وأخيراً أقول لو فعل الذكور فعلاً واحداً فقط مع زوجاتهم كما كان يفعل سيد البشر الذي على عاتقه مسؤولية الأمة كلها، من تتبع أثر شفاه حبيبته عائشة على كأس الماء، هل ستفكر هذه الأنثى ولو للحظة ما، أن ينصرف قلبها إلى رجل آخر.
وهو إذا رآها هكذا هل سيفكر ولو للحظة ما، أن زوجته ستخونه، بل هو الذي أغلق أبواب الخيانة والتفكير فيها، وأين ما علمناه عن رسول رب العالمين وقد سامر، ولاطف، وداعب، وأحس بشعور نسائه عندما غادرت إحداهن كيف كان معها!!
أخيراً هذا شيء من أوصاف النساء وموجز عن أنواعهن، ولكن يا ترى ما أصناف الرجال في الخيانة؟ ومتى تكون منهم؟
أقلها وأبشعها شعوراً وحساً إذا كان الرجل مع زوجته وهو يفكر بغيرها، ثم يشير بأصبعه إلى زوجته سؤال بات يحير صاحبه...
بقلم . أ.إيمان دياب
|