واحة الفكر والثقافة
>>
مقالات
دعوية :
تابع التربية الروحية في الإسلام:
التوبة وسعة المغفرة الإلهية 4
قال الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا..)"66سورة التحريم آية8" المنهج الإلهي المودع في القرآن الكريم غاية في الوضوح,غاية في الدّقة,قد وضع من أجل إنقاذ الإنسان من أجواء الجهل والتخلّف والانحطاط الأخلاقي,والارتقاء به إلى مرتبة المؤمن العاقل طاهر القلّب.ومع ذلك فإن بعض الناس يجعلون القرآن وراء ظهورهم فلا يقرؤونه,وبعضهم الآخر يعنى بتجويد حروفه ويغفل منهم معانيه,أو يعرف معانيه ويغفل عن العمل بمضمونها.
أمّا السالك إلى مقام المؤمن الحقيقي فهو الذي يوطّد العزم على تغيير مسار حياته من طريق الضلال إلى طريق الهدى ,مع الشعور بالندم على أخطائه,لعلّ الله تعالى يرحمه ويمحو ذنوبه,ويدخله في الآخرة جنّات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ثمّ إنّ لهذا المؤمن من رحمة الله عزّ وجلّ ومغفرته نورا يظلُّه في دنياه وآخرته, نورا من الحكمة والفيض الرّباني يذيقه حلاوة الإيمان فيطرب لها في دنياه؛ نوراً من الحكمة والفيض الرّباني ويشعره بقربه من حضرة الله فيهيم وجداً ويقول:هل من مزيد ؟وفي الآخرة ينضوي هذا المؤمن وأمثاله تحت لواء النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم,فيفيض الله تعالى عليهم نوراً يضيء لهم الصراط,و يسطع أمامهم وخلفهم,وعن أيمانهم وشمائلهم كإضاءة القمر في الليلة الظلماء ,فيدعون الله تعالى قائلين:ربّنا أكمل علينا هذا النور وأدمه لنا,ولا تدعنا نتخبط في الظلمات ونحن نجتاز الصراط ويجيبهم تعالى:(..يوم لا يخزي الله النّبيّ والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وأيمانهم..)"66سورة التحريم آية8"
فأين هذا النور من النار الّتي وقودها الناس والحجارة؟إن هذا لهو الثواب العظيم والفوز الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
غازي صبحي آق بيق/أبو غانم |