واحة الفكر والثقافة
>>
مقالات
دعوية :
الآداب الاجتماعية في الإسلام
لما كان من رسالة المسلم نصح الناس، وتوجيههم، وإرشادهم، والأخذ بأيديهم إلى صراط العزيز الحميد لزمه أن يبحث عن الوسائل والأساليب التي تكسبه ود الناس وتؤثر فيهم، وتستميل قلوبهم نحوه، وليس هنالك أكثر تأثيراً في الناس، و استمالة لقلوبهم من مراعاة الآداب الاجتماعية، كعيادة المريض، وتشميت العاطس، وبذل النصيحة، وإجابة الدعوة، وطلاقة الوجه، وتفقد الغائب، والسؤال عنه، ومعاونة المحتاج، وتفريج كربته... وهلم جراً...
وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ما من رجل يعود مريضاً ممسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي ))
وهذا الحديث يرشدنا إلى ضرورة عيادة المريض، والسؤال عنه، ببيان الأجر والثواب الذي يناله العائد من حين يخرج حتى يرجع : إنه إن عاده في المساء شيعه سبعون ألف ملك بالدعاء والاستغفار كذلك حتى يصبح .
وإليك الآن طائفة من الأحاديث في فضل عيادة المريض يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم: مرضت فلم تعدني، قال: كيف أعودك و أنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يارب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه أستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟ ))
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني )) والعاني هو الأسير .
(( إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ،قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها )) إلى ما هنالك من الأحاديث الشريفة.
ويستفاد من الحديث ضرورة الحرص على عيادة المريض كلون من ألوان رعاية الآداب الاجتماعية ويساعد على القيام بها أن يتذكر المسلم مقدار الأجر الذي يكتب له من حين يخرج حتى يعود .
وأن يتذكر أنه حين يعود المريض فهو في رحمة الله ورضوانه من حين يخرج حتى يرجع .
وأن يضع في حسابه أنه لن ينجح في كسب ثقة الناس و بالتأثير فيهم بغير هذه الطريقة و أمثالها.
وأخيراً أن يتذكر أن هذا حق المسلم عليه إذ جاء في الحديث : (( حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز، و إجابة الدعوى، و تشميت العاطس )). |