واحة الفكر والثقافة
>>
مقالات
دعوية :
أرض العرب كانت وستعود
مروجاً وأنهاراً
أيها الإخوة المؤمنون ... التقى عالمٌ من أشهر علماء الجيولوجيا ، متخصصٌ ، في المنطقة الواقعة ، بين إفريقيا ، وبين الجزيرة العربية ، بعالمٍ مسلم ، سأله هذا العالم المسلم : هل عندك دليلٌ على أن أرض العرب، كانت بساتيناً وأنهاراً ؟
قال : هذا معروف عندنا ، هذا شيءٌ يعرفه العلماء المتخصصون . قال له : ما الدليل ؟ قال: في الجزيرة العربية ، رواسب نهرية ، تلاحظ في أماكن عدة ، وقد عثر على قريةٍ ، مدفونةٍ تحت الرمال ، في الربع الخالي ، وفيها مناطق متحجرة ، وقد عثر ، على مناطق ، أخرى متحجرة، فلما فحصت ، إذا هي ، جذوعٌ لأشجار كبيرة ، وهذا كله ، يؤكِّد، أن هذه البلاد ، كانت بساتين ، وأنهاراً .
منطقة الربع الخالي ، هذه الصحراء ، الجرداء ، القفراء ، كانت مفعمةً بالبساتين والأنهار ، وهذا شيءٌ ثابت ، عند علماء الجيولوجيا، الذين وجدوا ، من المستحاثَّات ، ما يؤكِّد ذلك .
هذا العالم المسلم ، سأله سؤلاً آخر : وهل عندك دليلٌ ، على أن بلاد العرب ، ستعود بساتين وأنهاراً ؟ فقال : هذا شيءٌ أيضاً ، معروفٌ عندنا . قال : ما الدليل ؟
قال : إن كتل الجليد الضخمة ، تتجه نحو الجنوب ، وهذا الذي سبب، قبل أعوام ، شتاءً قارصاً جداً ، في أوربا وأمريكا ، وإن اتجاه هذه الكتل ، الجليدية ، نحو الجنوب ، سوف يغيِّر مناخ الأرض ، وبتغيير مناخ الأرض ، سوف تتحرك خطوط المطر ، ولا بدَّ من أن يأتي يوم ، تعود بلاد العرب كما كانت ، مروجاً وأنهاراً .
قال هذا العالم المسلم ، لهذا العالم الجيولوجي : فما قولك ، أن رجلاً، قبل ألفٍ وأربعمئة عام ، قال :
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ....
( مسند أحمد : رقم " 8477 " )
دقة الحديث ، كلمة تعود ، يعني أنها كانت ، وكلمة تعود ، يعني أنها ستكون ، تعود ، أي كانت مروجاً وأنهاراً ، وستعود مروجاً وأنهاراً ، هذا حديث صحيح ، روي عن النبي عليه الصلاة والسلام:
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ....
صُعق هذا العالم الأجنبي ، هذه الحقائق عرفناها في هذه السنوات ، في هذه السنوات العشر ، فما بال هذا الرجل ، عرف هذه الحقيقة ، التي تحتاج إلى بحثٍ طويل ، وإلى درسٍ طويل ، وإلى رحلاتٍ شاقة ، في أعماق الصحراء ، وإلى تنقيب ، وإلى دراسة ، لطبيعة المناخ في الأرض ، وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى :
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ....
وبلاغة النبي ، في كلمة تعود ، لو قال : حتى تصبح ، معنى هذا ، أن الماضي لم يدخل في هذا الحديث ، وإذا قال : كانت ، المستقبل لا يدخل، أما كلمة تعود وحدها ، أدخل فيها النبي ، الماضي ، والمستقبل.
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي . |