وجهة نظر
>>
خواطرأنثوية :
وسألت نفسي ما الحب ؟؟!
في الليالي الطويلة الباردة ينعدم الدفء .. وينعدم الأمان .. حتى تعجز نبضات القلب عن الخفقان .. ويرفع العقل راية الاستسلام عاجزاً عن أي منحى للتفكير .
مجرد سواد يلف العالم بعويل إنساني عميق الأنات ، فتخرج صرخة حياة تنادي أين الحب ؟؟؟!
في سراديب أي حقل أجد الحب ؟
هل هو في غياهب المجهول ؟!
هل هو حقيقة أم خيال مصنوع معاش ؟! وهل الحب عيب ؟!
كنت دائماً أتكلم عن الحب ، وعن سعادة الحياة عندما يكون الحب أساسها ، فحلمت أنني على جبال عالية وقمم بيضاء من الحب التام ...
التقيت بصديقة لي أعلم أنها متيمة بحب ابن عمها فسألتها : أتحبيه ؟! فأجابت : أعشق الأرض التي يمشي عليها .
فسألتها : إلى أي مدى ؟ فتنهدت وأجابت : أرى الدنيا بعينيه إن كان فكل ما هو كائن سيكون ، وإن لم يكن فكل ما هو موجود سيزول ...
سرحت في خيالي بعد كلامها ... كثيرون هم المحبون ... ولكن .. ولكن ..
ترى هل الحب شهوة ؟ هل الحب مجرد علاقات جنسية محرَّمة ؟! هل الحب تأجج مشاعر وإرتعاشات شوق ؟!
ليتهم يدرون هناك فرق كبير ، فرق شاسع ....بل فرق واضح ....
فرق بين الحب بخلوده .. وطهره .. وصفائه .. وبين حالة الحب التي نعيشها هذه الأيام بين شباب اليوم وفتياته ...
ما الحب ؟؟؟؟؟!
الحب شجرة راسخة .. أصلها ثابت وفرعها في السماء .. هو أطهر من أن ندنِّسه نحن البشر بمستنقع الوحل الغارقين فيه .. هو أرفع من إسفاف البشر وانحلالهم ...
الحب شيء لا يُرى حقيقة ، يرى في الوجوه ، في العيون ، في دقات قلب ، في أنفاس مُحِب ...
الحب يهزُّ أركان وجودنا هزاً قوياً .. فنحن عن الشيء الذي يختبئ عن أنظارنا .. ونطمح للوصول إلى قمة ثلجية تهمس بالأسرار .. هناك بعيداً بين السموات ...
فلدى الرجال كل الموارد في حياتهم وأما نحن – النساء – فلنا مورد واحد نهب كياننا له حتى النهاية ألا وهو الحب.!
الحب غذاء الروح ... ولكم هي رائعة ولكم هي سامية .. تلك اللحظة التي وجدنا فيها الحب وعرفنا أنه خالدٌ لا محالة ... فالحب جنة الأرض .. وهو أكثر عمقاً وصعوبة من إدراك كنهه من جميع الأمور الأخرى ...
إنه بارقة حزن نراها في تلك الأبعاد الضيقة التي نسمح لأفكارنا أن نتحرك فيها ...
و أخيراً أقول : عبث ٌ خلاصي من يدي القضاء والقدر .. فكما أنه علينا أولاً وأخيراً أن نعيش .. وأن نموت .. كذلك علينا أن نحب ...
علا عبد الحميد زيدان
|