حلبة المجلي شرح منية المصلي
لابن أمير حاج الحلبي (ت 879هـ)
اسم الكتابل الكامل: "حلبة المجلي وبغية المهتدي شرح منية المصلي وغنية المبتدي".
أما متن الكتاب "منية المصلي وغنية المبتدي" فهو أحد المتون المعتمدة في الفقه الحنفي، ألفه الإمام محمد ابن محمد بن علي، سديد الدين الكاشغري (ت705هـ)، وله عدة شروح ذكره صاحب كشف الظنون، أشهرها شرح الشيخ إبراهيم بن محمد الحلبي (ت956هـ)، الجامع المعروف بشرح الحلبي الكبير واسمه "غنية المتملي".
ثم اختصر بشرح عرف بشرح الحلبي الصغير، وهما مطبوعان متداولان.
أما الشرح الذي نتكلم عليه "حلبة المجلّي" فهو الشرح الأكبر لـ"منية المصلي"، ألّفه الشيخ الإمام أبو عبد الله ـ وأبو اليُمن ـ محمد بن محمد بن محمد، شمس الدين، ابن الموقّت، الشهير بابن أمير
حاج الحلبي المتوفى سنة 879هـ. ومن أهم كتبه الأخرى: "التقرير والتحبير" شرح "التحرير" للكمال ابن الهمام.
وقد وقع اسم الكتاب في بعض المصادر والكتب "حلية" بالياء المثناة التحتية، والصواب "حلبة" بالباء الموحدة كما في مقدمة الكتاب ق3/أ، وكشف الظنون 2/1887، وللعلامة المحقق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله تحقيق بديع في المسألة، ذكره في كتابه "الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة".
وقد جاء هذا الشرح في مجلدين، نسخة المجلد الأول التي بين أيدينا مقابلة بنسخة المؤلف مقروءة عليه، وعليها تعليقات بخطه رحمه الله في أكثر من موضع، وقد كتبت بخط واضح جيد.
أولها اسم الكتاب وتملكات وأختام وفوائد، وفي آخرها يظهر اسم ناسخها محمود بن إسماعيل العيني الحلبي رحمه الله، ويظهر سنة النسخ 873هـ.
كما نقل الناسخ صورة ما وجده في آخر هذا المجلد الأول بخط مؤلفه وفيها أن تبيضه على يدي مؤلفه تم سنة835هـ.
أما المجلد الثاني فقد وقع في 322 ورقة بخط واضح غير الخط الذي كتب به المجلد الأول. وانتهى تبيضه على يد مؤلفه سنة 867هـ. وكان الفراغ من نسخه سنة 808هـ، ولم يذكر اسم الناسخ.
يمتاز هذا المجلد بحسن الخط، والتصحيحات العديدة على هامشه مع ذكر بعض المطالب والعناوين الإيضاحية.
أهمية الكتاب: تبز أهمية هذا الكتاب لأن مؤلفه هو المحقق ابن أمير حاج تلميذ المحقق ابن الهمام وهما من أعلام العلماء في الفقه الحنفي خاصة ومختلف العلوم الأخرى كأصول الفقه.
وتظهر أهمية هذا الشرح من خلال النقول الكثيرة التي نقلها عنه خاتمة المحققين في المذهب الحنفي العلامة ابن عابدين (ت1252هـ) في حاشيته الشهيرة "رد المحتار على الدر المختار".
طريقة الشرح: قال المؤلف رحمه الله: ((وقد رأيت أن أصل فيه الشرح بالمشروح مميزاً للمشروح من الشرح برسم حرف الميم في أول نصّه، وللشرح من المشروح برسم حرف الشين في صدر نصّه، ليقع الاستغناء عن مراجعة المتن في كل مناط، ويرتبط كل منهما بالآخر مع التمييز بينهما أحسن ارتباط)).
مزايا الكتاب: يتميز هذا الكتاب بمزايا كثيرة أذكر أهمها:
1ـ الاعتناء بذكر الأدلة النقلية على الأحكام الشرعية من الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين مع ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين.
2ـ مناقشة أقوال الفقهاء وآرائهم بالدليل البين والحجة البالغة والبرهان الواضح.
3ـ كثرة النقول عن الكتب مع ذكر أصحابها.
4ـ اعتماده على شيخه المحقق الكمال بن الهمام رحمه الله، ويظهر تأدبه الشديد معه ووفاؤه الكريم له حيث يقول في كل موضع: ((شيخنا المحقق رحمه الله)).
5ـ إبراز رأيه رحمه الله حيث يقول: ((وعندي))، ويظهر تواضع المؤلف رحمه الله حيث يقول عندما يريد أن ينسب الكلام إلى نفسه: ((قال العبد الضعيف غفر الله تعالى له)).
6ـ الفوائد العلمية الكثيرة استطراداً والاهتمام بالإشارة إلى ذلك بعنونة تلك الفوائد والمسائل الفرعية بعناوين توضيحية، مثل: تكميل، تذييل، تتميم، تنبيه، تنبيهات، فرع غريب، فروع، فائدة، تتمة، تتمات، خاتمة، تذنيب، نكتة حسنة.
وكنت قد باشرت العمل في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه إلى النور ، خدمة للفقه الحنفي وطلاب العلم ، ثم توقفت بعد أن علمت أن الكتاب مُعَدّ رسالة لنيل درجة الماجستير لأحد الإخوة .
أسأل الله أن يُسهّل إخراجه على النحو الذي يرضى عنه الله سبحانه .
أحمد الطرشان .