وجهة نظر
>>
خواطر شبابية :
النظريات الحديثة في التربية
كنت أركب السيارة فخطر لي أن أصغي إلى المذياع لأسمع ما يقال، وإذا بالحديث يدور حول النظريات الحديثة للتربية كيف ينبغي أن تكون.
وتطرق المتحدثون إلى أحدث ما وصل إليه العلم الحديث من نظريات تدور حول هذا الموضوع.
فقلت في نفسي وقد أطلقت لفكري وخاطري العنان: يا ترى هل أولادنا اليوم أحسن حالاً من الأولاد قبل خمسين سنة؟
فصار فكري يصول ويجول ووجدت أن اليوم الأطفال أكثر تعلماً وأكثر إجادة للغات العالمية وأكثر ثقافة من ذي قبل بكثير.
لكني وجدت في المقابل أن أخلاقهم وتربيتهم أكثر انحداراً، فالمستوى العام للأخلاق ينحدر أكثر فأكثر ترى أين هذه النظريات؟ وأين تلك الأفكار؟
لماذا نزداد انحداراً في المستوى الأخلاقي؟ مع أن مدارسنا أصبحت أكثر وثقافتنا صارت أوسع.
ثم قادني تسلسل الأفكار إلى مسلسل باب الحارة وأيام الصالحية والخوالي وغيرها من المسلسلات التي تأثر بها عالمنا العربي حتى صار حديث الناس وشعلهم الشاغل وما زلت أنتقل من فكرة إلى فكرة حتى وصلت إلى السر الذي جذب هؤلاء الناس إلى مثل هذه المسلسلات لكني وجدت جواباً واحداً يقول إن هؤلاء أحبوا شيئاً فقدوه: الرجل أحب المرأة التي تخضع للرجل ولا تتمرد عليه، والمرأة أحبت الرجل القوي الذي تحب أن تخضع المرأة إليه وتعيش تحت جناحه وكنفه، الأب والأم أحبوا الولد الطائع الذي لا يرد لهم كلمة ولو كانا على خطأ، الجار أحب غيرة الجار على بيت جاره وهكذا.
إذاً فلنعد إلى تلك القيم التي فقدناها.
القضية بنظري لا تحتاج إلى نظريات كثيرة ولا إلى كلام طويل، القضية تحتاج إلى العودة للمنهج النبوي في التربية والتعليم ورحم الله من قال: ((كل الصيد في جوف الفرا)).
خضر شحرور .
|