وجهة نظر
>>
خواطر شبابية :
الاستقامة والوفاء بعهد الله عز وجل 3 :
قال تعالى {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.......} [آل عمران: 8-9].
ينبغي على المؤمن مهما بلغ من درجات العلم والمعرفة ألا يفتتن بعلمه وعمله، وأن يبقى قلبه في حالة اتصال بالله عز وجل توكل مطلق عليه، ليثبته على الصراط المستقيم، فلا يخطئ طريق الحق، لا سيما وأنه قد ذاق حلاوة الإيمان بالدين القويم وعرف حكمه الشرع المستقيم.
وعليه أن يسأل الله تعالى التفضل عليه بنعمة الثبات على دينه الحق، لأنه يدرك، أنه لا يقد على شيء إلا بفضل الله ورحمته، وأن قلبه بين أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء، وأنه سائر لا محالة إلى يوم عظيم سيجمع فيه تعالى الخلائق للحساب، وأن يترجم إدراكه إلى عمل يوافقه، فهذا وعد الله الحق والله لا يخلف وعده.
إن للإيمان حلاوة وعذوبة يعرفها من سلَّم جوارحه ووجدانه لله عز وجل، ورقت مشاعره وأحاسيسه حتى صارت مرهفة تلتقط كل الإشارات والدلالات الربانية.
والقلب الذي صدق مع الله تعالى ومع نفسه ينعم بأمن الله وطمأنينته، لأن أجهزة الإنذار ضدَّ الزيغ أو الخطأ، جاهزة في أعماقه دائماً، لترسل تحذيرها موقظة منبهة.
فالمؤمن حذر في مراقبة الثغرات التي يمكن أن ينفذ الشيطان إليه من خلالها.
ولما كانت استمرارية هذه المراقبة شاقه عسيرة عليه، كان لابد له من طلب مدد إلهي يساعده ويمده بالقوة ليثبت أقدامه على الصراط المستقيم، ويعطيه القوة للاستمرار في عملية البناء الأخلاقي والحضاري، واضعاً نصب عينيه يوم الحساب الذي لا ريب فيه، حيث تفرض عليه صحيفة أعماله، ويحاسب بالعطف والرحمة الإلهية بإذن الله تعالى.
غازي صبحي آق بيق
أبو غانم
هدية نسخة من آيات قرآنية لصاحب أفضل تعليق .
|