آخر تحديث: 2024-03-14

     واحة الفكر والثقافة

نحن بحاجة اليك
انعقدت خناصر أهل العلم على كبير فضله، وكريم خصاله، ودماثة أخلاقه، وجمّ تواضعه، وحميد جُرْأته
::: المزيد

................................................................

دراسات قرآنية
إعمار بيوت الله
إصلاح ذات البَين
مكانة المرأة في الإسلام 3
مكانة المرأة في الإسلام 2
::: المزيد

................................................................

دراسات من الواقع
عُرف الصيام قديماً منذ آلاف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير
::: المزيد

................................................................

مقالات فكرية
خطة رمضان ( أنا والقرآن )
كيف يصوم اللسان؟
اللغة العربية والإعلام 2
تلاوة الأطفال للقرآن وسماعه تأديب وتربية وتعليم:
::: المزيد

................................................................

مقالات دعوية
من شمائل وأوصاف النبي المختار صلى الله عليه وسلم
بر الوالدين (حقوق الأولاد )
بر الوالدين 2( ولاتنهرهما )
بر الوالدين 1
::: المزيد
 

     وجهـة نظــر

خواطر شبابية
هل أنت تعامل الناس بأخلاقك ام بأخلاقهم ؟
من هو شهر رمضان ؟
أمـــــــــــــي
غزة والصحافة العربية
::: المزيد

................................................................

خواطر أنثوية
الأم
أفضل النساء
المعلِّم
همسة مؤمنة
::: المزيد

................................................................

مشكلات اجتماعية
قطيعة الرحم
في بيتنا أسير للكلمة التافهة !
15 حلا في 10 دقائق
كيف يقترب الأبوان من قلوب أبنائهم وبناتهم؟
::: المزيد

     سـؤال و جـواب

فتاوى
ظهور أحد في عمل فني يمثل شخصية سيدنا محمد
القتل
شروط الذكر
تسويق
::: المزيد

................................................................

مشكلات وحلول
احب احد من اقاربي
أرجو الرد للضرورة القصوى
ارجوكم ساعدوني انا افكر في الانتحار
أغاني تامر
::: المزيد

................................................................

تفسير الأحلام
حلم طويل
حلم غريب
حلم عن الحصان والفيل
انا تعبان
::: المزيد

................................................................

الزاوية القانونية
إبطال زواج
عقد الفرز والقسمه
الوكالة
الشهادة
::: المزيد
 

       أحسـن القـول

برنامج نور على نور الاذاعي
إعداد وتقديم :
الأستاذ الشيخ أحمد سامر القباني
والأستاذ الشيخ محمد خير الطرشان
الإرهـــاب
فريضة طلب العلم
خلق الحلم 2
خلق الحلم 1
::: المزيد

................................................................

محاضرات و نشاطات
سمك يطير
سمية في تركيا
ندوة الشباب ومشكلاتهم 2
ندوة الشباب ومشكلاتهم 1
::: المزيد
 

       اخترنــا لكـم

هل تعلم؟
هل تعلم
فوائد الليمون
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي3
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي2
::: المزيد

................................................................

قصة وعبرة
أبتي لن أعصيك... فهل لك أن ترجع لي يدي؟
أثر المعلم
المهم " كيف ننظر للابتلاء عندما يأتي ؟
كيس من البطاطا ..
::: المزيد
 

   ::    المزيد من الأخبار


الموجز في قواعد اللغة العربية

كتابٍ من صنعة متخصصٍ في علوم العربية عاش حياته لأجلها تأليفاً وتدريساً، ويدرك القارئ لهذا الكتاب تمكن المؤلف رحمه الله في هذا المجال وقدرته التي أعطت الكتاب ذوقاً فنياً عند صياغته له بمنهج مبسط واضح جامع.
::: المزيد

 

 

حسب اسم الكتاب

حسب اسم الكاتب

حسب الموضوع

dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot غزوة الأحزاب بين الأمس واليوم
dot الإعجاز التشريعي والعلمي في آيات الطعام والشراب في سورتي المائدة والأنعام
dot أمريكا حلم الشباب الواهم

dot حاشية ابن عابدين
dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot معجم أخطاء الكتّاب
dot الميسر في أصول الفقه





 

 

 

 

 

 

 

 

 


واحة الفكر والثقافة >> نحن بحاجة إليك :

بدأت حياتها بالبحث عن الحقيقة .. خاضت تجارب عدة .. إلى أن وصلت إلى نور وعظمة ديننا الحنيف بفطرة حية وقلب نابض وفكر حر ...

امرأة تستحق أن يحذو حذوها الرجال ..

إنها الداعية منى ناظيف الراعي ....

أجرى الحوار : علا زيدان ، هبة حمدي .

سؤال 1 – لو تكرمت كلمينا عن مسيرتك العلمية وعن دراستك وعلى من تتلمذتي وماهو إختصاصك بالضبط ؟الجواب: ولدت في دمشق عام 1947 في أسرة مسلمة ، تلقيت دراستي في المرحلة الإعدادية في مدرسة خاصة إ سمها "راهبات المعونة الدائمة " وهي من المدارس التبشيرية؛ فكان لها تأثير سيء على حياتي؛ وذلك لصغر سني  وجهلي بالإسلام فظننت أن الإسلام إنما هو عادات بالية وتقاليد تافهة ، وضعت لتقيد حركة الإنسان وخصوصاً المرأة . وممازاد الطين بِلة ، أنه كان هناك أستاذ لنا في المرحلة الثانوية كان يُدَرِس الطالبات الفلسفة وعلم النفس في المدرسة،فزاد ضياعي بأفكاره السامة ومبادئه الهدامة. بدأت رحلة البحث عن الدين الحق..وقرأت عن معظم الأديان البوذية و النصرانية واليهودية والهندوسية والسيخية فلم أجد ضالتي، فوجدت أن الأديان كلها تشترك في الحث على مكارم الأخلاق ولكن طقوسها مختلفة لذلك ازددت ضياعاً و كفرت بالأديان جميعها،إلى أن أهدتني أختي كتاب" الكتب المقدسة في ضوء العلوم الحديثة "للمدرِّس الفرنسي في جامعة باريس السوربون " البروفسور "موريس بوكاي "، فلما قرأته غمرني رعب شديد! كيف كفرت بدين له كل هذه البراهين العلمية المحسوسة !؟ فقررت قراءة القرآن فأذهلني ما اكتشفت: أن القرآن في واد والمجتمعات الإسلامية في واد آخر!وكلما أخذت أتعمق في دراستي للدين الإسلامي كلما عشقته أكثر.وأدركت أنني إنما كفرت بالعادات والتقاليد الشعبية وليس بدين الإسلام  وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون . لذلك عاهدت الله أن أعمل على نشر رسالته ولو بآية ؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{بلِّغوا عني و لو آية}... تلك الرحلة كانت لي رحلة عشق إلهي بكل معنى الكلمة، وكان نور دربي فيها " القرآن" كلام الله و"الحديث" كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلام أهل الذكر الذي أمرنا الله أن نسألهم إن كنا لانعلم علوم الدين،كلام أولئك العلماء القدوة الطيبة ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أوممن جاء من  بعدهم من الأئمة الذين أورثونا ثروة علمية قيمة. فبهرتني طرق استنباطهم واستدلالاتهم للأحكام التي لا يوجد لها نص في الشريعة، واحترامهم لإختلاف آراء بعضهم لبعض. فتبحرت خلال أربعين عاماً ، بأمهات الكتب المشروحة أمثال "فتح الباري شرح البخاري" ، "صحيح مسلم بشرح الإمام النووي" ، " الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ، ودرست الأحاديث الموضوعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لايضلني حديث موضوع فأظنه صحيحاً وأحدَِث به فأضل الناس بغير قصد  ودرست الناسخ والمنسوخ من آيات الله تعالى، وفهمت حكمة الله تعالى من النسخ، وحصلت على أشرطة تفسير القرآن للمرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي وتذوقت حلاوة شرحه للغة العربية في القرآن، وتغذيت بمحاضرات وكتب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وبثقافته العالية ، وخصوصاً أشرطته "العطائيات". وكتب أخرى ومحاضرات كثيرة لعلماء آخرين أمثال الدكتور محمد راتب النابلسي وعبد المجيدالزنداني الذين يدخلون الشريعة من باب الإعجاز العلمي المبهر ، فزادت مكتبتي الإسلامية الخاصة ثراءاً ، أحمد الله وأشكره على تلك الثروة التي رزقني الله بها وساقها ويسرها لي، والتي أعتبرها الكنز الثمين الذي لايعدله كنز في الدنيا. والذي أثرى ثقافتي العامة أكثر أنني عملت مع زوجي بالتجارة ؛ وسافرت معه كثيراً ، من الهند إلى أوروبا إلى الدول العربية ، فأكسبني السفركثيراً من الخبرة بطريقة تفكير الناس وطباعهم وعادات الشعوب الأخرى، مثلاً كنت مرة أمشي في شوارع دلهي، صادفت إمرأة مسلمة، لم أشعر بوجودها في البداية ولكن هي سمعتني أتحدث مع زوجي وألادي باللغة العربية ورأت ملابسي المختلفة عن الزي الهندي فعلمت أني عربية ، تصوري ماذا فعلت ؛ لقد اقتربيت مني وأخذت تمسح على ذراعي من الكتف إلى اليد ثم تمسح على صدرها، أي كانت تتبارك بي! لماذا؟ لأنها علمت أني عربية ومن أمة الرسول العربي! وشاهدت مدارس الأطفال للغة العربية في دلهي القديمة  ومدى حرصهم على تعلم أولادهم لغة القرآن . ولكم سمعت من غير الناطقين باللغة العربية: (لكم أنتم محظوظون لأن اللغة العربية هي لغتكم الأم وسهل عليكم قراءة القرآن)؛ فكان كلامهم يشعرني بالألم في سري، وأفكر أننا نحن العرب نتكلم لغة القرآن، وكثير منا يجحد بهذه النعمة ولايؤدي شكرها. لذلك لما جئت إلى إنكلترا احتضنني جيراني الباكستان وكأنهم يتباركون بأحد صحابة رسول الله، مما سهل عليًّ أن أبدأ الدعوة في المجتمع البريطاني الذي لايعرفني فيه أحد. والذي عشت فيه بعد أن هاجرت منذ أربع وعشرون عاماً مع زوجي وولدَّي من سوريا ،وحرصت على دعم ثقافتي بالدراسة في الجامعة؛ اللغة الإنكليزية والكمبيوتر؛ حتىأستطيع القيام بأعباء الدعوة بشكل أفضل. ثم التقيت بالعلاّمة أحمد ديدات المناظر المعروف للنصارى رحمه الله،وتعلمت منه الكثير عن مناظرات أهل الكتاب، أفادتني كثيراً في مناظراتي معهم فيما بعد.وأكرمني الله بفضله ورحمته بإسلام عدد منهم،وكان منهم قسيس يدعى " كيافن"، قال لي: [ إن لساني الذي كان يدعو للنصرانية سيتحول الآن بعد إسلامي إلى الدعوة للإسلام ]. ثم إن محاضراتي الإسلامية التي ألقيتها في جامعات إنكلترا ومدارسها أفادتني كثيراً في إثراء لغة المناظرات، وجعلتني أفهم كيف يفكرون، وعجبت لسوء فهمهم وجهلهم المطبق بديننا؛ وذلك من خلال الحوارات التي كانت تدور بيني وبين الطلبة الأوربيين،حول مواضيع مثل المرأة وتعدد الزوجات والإرث و..وكثيرمن المواضيع التي يعتبرها الغربيون أنها قوانين سيئة عندنا كمسلمين ولكن عندما أشرح لهم الفكرة كما جاءت بالقرآن أو الحديث، ويعلمون الحكمة منها ، ترى بريق الإعجاب يشع من عيونهم ، فأحمد الله على ديننا الكامل الحكمة ولكن أكثر الناس لايعلمون ! من خلال خبرتي في هذا المجال أدركت أن الغربيين هم واحد من ثلاثة : إما عنصري أعماه التعصب وهو لايريد أن يرى الحقيقة ، حتى ولوكانت ساطعة مثل شمس النهار ، وإما آخر لايؤمن بشيء وهو يبحث عن الحقيقة ، والأخير غافل عافت نفسه الحديث عن الأديان كلها يعيش لملذاته وكأن ليس هناك خالقاً للكون . أما الفرد الأوربي الباحث عن الحقيقة ،فماأسهل إقناعه بدين الإسلام إذا عُرِضَ عليه بطريقة تناسب تفكيره ،ولكن الغافل متعب جداً وفي معظم الأحيان يُقِر بعد النقاش أن الإسلام دين يستحق التفكير، وبعض الغافلين يؤمن، وبعضهم يتركني وأنا واثقة أن البذرة التي بذرتها في قلبه لابد من أن تعطي ثمرتها فيما بعد ، سواء طال الزمن أوقَصُرَ . لذلك قررت شحذ قلمي وأكتب لأعرِّف الناس في الغرب، بجمال وحلاوة ذلك الدين بالطريقة التي يفهمونها والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:{خاطبوا الناس على قدر عقولهم}. وفعلاً كتبت كتاباً سميته"نداء للجميع". وجواباً على سؤالك ماهو اختصاصي؟ إختصاصي هو البحث العلمي الخالص في المواضيع الإسلامية ومواضيع الإنجيل والتوراة، وخصوصاً المناظرات بين الإسلام وأهل الكتاب، فعندما أقوم بدراسة أي موضوع أشبعه بحثاً وتنقيباً، بشكل لايدع عند السامع أي ذرة من الشك، وأتجنب في بحثي الإبتعاد عن مواطن الخلاف في آراء الأئمة قدر الإمكان، مع الإستئناس بآرائهم وإختيار مايصلح منه لعصرنا هذا، مكتفية بأدلة القرآن والسنة لتغطية كل ناحية فيه، منعاً لفتح أبواب الجدل والتعصب لأحد، والحمد لله  أنني دائماً أجد ضالتي بهما، ففيهما مايكفي لإقناع الناس قناعة تامة لو اعتمدنا عليهما ولله الحمد كما قال الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " . وأعتمد على الإعجاز العلمي في القرآن والسنة كثيراً فهو المفتاح السحري لعقولهم،ولكم سمعت ممن يناظرونني كلمة : والله جوابك منطقي ومقنع . بهذا الإسلوب العلمي توصلت لتأليف كتابي الأول " نداء للجميع " الذي نجح نجاحاً لم أكن أحلم به، لقد اختاره فضيلة الدكتور حسام الدين فرفور ليرسله لجامعات العالم، وشرفني أيضاً الدكتور راتب النابلسي بكتابة مقدمة الطبعة الثانية منه بعد إرساله نسخاً من الطبعة الأولى إلى طلابه في أمريكا وغيرها، فأشكر الله وأحمده على فضله عليَّ ومنته. وإن شاء الله بعد إنتهائي من كتابي الحالي، والذي سيكون أول قاموس يصدر ليكون " دليل المسلم للإنجيل والتوراة " يُكُتَبَ من قِبَل المسلمين، لإعانة الداعية المسلم عند مناظرته للمسيحيين على إيجاد الدليل من التوراة والإنجيل ليبرهن للسامع علىصدق إدعائه ، لأنه لايمكن أن تكون ذاكرة المسلمين كلهم كذاكرة أحمد ديدات وكذاكرة تلميذه زاكير نايك الفوتوغرافية  أي كآلة النسخ في حفظ أدلة التوراة والإنجيل. وأنا واحدة من الذين لايستطيعون الحفظ مثلهما ، لذلك كنت أستعمل قاموس صنعته لنفسي ليساعدني في نقاشاتي معهم، والآن أسأل الله أن يوفقني إن شاء الله أن أحوله لقاموس موسع أنفع فيه نفسي والمسلمين. ثم إن شاء الله سيكون موضوع كتابي التالي هو الرد علىكتاب يوزع مجاناً من قبل الكنيسة في إنكلترا ، فيه من السموم والتحريف وتزييف للحقائق ما يكفي لأن يُكَفِِّر أي مسلم جاهل بدينه، وأطلقوا عليه إسم " المسيحيون يسألون المسلمين " وإن شاء الله سيكون عنوانه "المسلمون يجيبون المسيحيين"،وأسأل الله أن يوفقني لما يحب ويرضى.    

                                                  
سؤال 2 -  هل تعتقدي أن المسيرة العلمية لإنسان ، لبنائه الذاتي ممكن أن تكون من خلال الكتب فقط ، يعني هل هو ليس بحاجة للتلقي نوعاً ما ؟ 

 الجواب:إذا كنت تقصدين أن الإنسان يحتاج لمرجع يعود له عند الحاجة ،
نعم إن توفر له الشخص المناسب الذي لديه علماً أكثر من علمه، وبنفس الوقت كان ذلك المرجع أيضاً أهلاً للثقة ليأخذ منه مايحتاج وهومطمئن فإذا كان الوضع كذلك فلابد للإنسان أن يكون له مرجع .

                   
سؤال3 - بما أنك استطعت أن تدخلي المجتمع الغربي وتعاشري الثقافات هناك،برأيك ماهي مفاتيح حل مشاكل المسلمين عموماً والغرب خصوصاُ ؟

الجواب: دعيني أبدأ بمفاتيح الحل لمشاكل الغرب، لابد لي أولاً من أن أستشهد بكلمات قالها نابليون بونابرت قائد الحملات الفرنسية التي غزت بلاد المسلمين، فبعد أن غزا البلاد الإسلامية ولمس حلاوة دين الإسلام عن قرب قال: [ أتمنى أن لا يكون الوقت طويلاً قبل أن أستطيع أن أوحدكل  حكماء ومتعلمي البلاد ، لتأسيس نظام حكومي يُبنى على أساس مبادىء القرآن الذي هو وحده الحق، والذي هو وحده يستطيع أن يقودالإنساني  إلى السعادة]    هذه الكلمات من كتاب " نابليون والإسلام لتشرفيل          [Bonaporte et lislam, by cherfils, Paris, France . PP105-125 ]
فإن كان أحد أفراد المجتمع الغربي نفسه قد أيقن أن الحل لمشاكل الإنسانية كلها، هوكتاب المسلمين " القرآن "، فمابالك بمفكري الإسلام الذين عرفوا الإسلام ، وذاقوا حلاوة نظامه سواء كان على مستوى التكافل الإجتماعي أو الروحي أو الإنساني أو الإقتصادي ... استطاع نابليون بونابرت إدخال كثيراً من المبادئ الإسلامية إلى أوربا،حين قام بالثورة الفرنسية المشهورة،مثل حقوق الإنسان والتكافل الإجتماعي وأشياء كثيرة. ولكن للأسف هذا لم يكن ليكفي؛لأن ذلك لم يرافقه إيمان بالله،ذلك الإيمان الذي هو نبع السعادة الروحية اللازمة لكل إنسان،تلك السعادة التي يحتاجها الغرب ليتوقف الكثير منهم عن إنهاء حياتهم بالإنتحار، لأنهم بعد أن تمتعوا بذلك النظام التكافلي الإجتماعي المثالي في حياتهم الإجتماعية أحسوا بالملل ، (فالفرد في المجتمع الغربي مكفول من بيت مال الدولة ، إن فقد بيته أوعمله أوصحته ، وكان غير قادر على سد حاجته ، فالدولة تتكفل بكل ما يحتاجه بكل معنى الكلمة حتى أنهم يؤمنوا له خادماً لخدمته يدفعوا له راتبه إن كان عاجزاً . ) ليس هذا فقط فالفرد أيضاً يتمتع بتلبية جميع غرائزه الجنسية بحرية تامة. أي أن عنده كل مايشتهيه ، ولم يعد هناك شيئاً في حياته يقلقه . ومع ذلك ظل يشعر أن هناك شيئاً ما مفقوداً ينقصه، لأنه وجد أن السعادة المادية لم تغنيه عن السعادة الروحية الدائمة، فبدأ يبحث عنها حوله ولكنه عندمالم يجدها أصابه إحباط أدى به إلى  الشعور بالإكتئاب، الذي يورث عدم الرغبة بالحياة، و ذلك لأن حياة الفرد صارت روتينية مملة، ولم يعد هناك شيئاً يثير إهتماماته ويغريه بالإستمرار فيها . هنا جاء دور الكلام عن مفاتيح حل المشاكل الإسلامية، فإذا علمنا أنه إذا كان أبناء المجتمعات غير الإسلامية، تبحث عن السعادة التي نعرف نحن المسلمون طريقها،فالحل إذن أصبح واضحاً ومفتاحه بأيدينا نحن المسلمون، فإذا لم نكن نحن رسل الإسلام ، الذين يحملون لهم رسالة الإسلام، الذي هو منهاج الحياة الذي سيقودهم إلى سعادتهم فمن الذي سيوصلها لهم إذن ؟ فلوكنا أمثال أولئك الأوائل الذين ذهبوا تجاراً إلى أندونيسيا وماليزيا،فدخل أهلها الإسلام بسببهم،وذلك لأنهم كانوا قدوة وإسوة حسنة مثلوا الإسلام خير تمثيل بصدقهم واستقامتهم و  حسن أخلاقهم فلوفعلنا مافعلوه لحصدنا ماحصدوه. وأنا مؤمنة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل مسلم على ثغر من ثغور الإسلام فإن حمى كل منا ثغره كان الإسلام بخير. أي أن على كل مسلم دور في حفظ ونشر الإسلام وإعطاء قدوة حسنة عنه، مهما كان هذا الدور صغيراً أم كبيراً. إذن مفاتيح حل مشاكل المسلمين عموماً والغرب خصوصاً، هو في أيدينا نحن المسلمون، وخصوصاً نحن الدعاة .  

                   
سؤال 4 – أول ما تكلم لنا عنك، قالوا أنه أسلم على إيديك قسيسين ، و أنك قابلتي أحمد ديدات ، إحكي لنا قصتك مع أحمد ديدات ؟ 

 الجواب –  كان قسيساً واحداً فقط والباقي أناس عاديين . أما قصتي مع العلامة المناظر أحمد ديدات رحمه الله فهي قصة طريفة ، لقد منحني الله بفضله ثواب حماية سمعة السيد أحمد ديدات وبالتالي حماية سمعة الإسلام ، لأنه كان يمثل المسلمين بمناظراته للقسيسين النصارى . ماشاء الله لم يخسر أحمد ديدات في حياته أي مناظرة مع المسيحيين ، لذلك نصبوا له فخاً ! قصة الفخ متعلقة بكتاب " معجزة القرآن " لرشاد خليفة ، دسوا له الكتاب كهدية فأعجبه وصار يدرسه، وتباع دروسه في الأسواق، تركوه حتى انتشر ذلك الكتاب بين الناس، ثم دعاه أحد القسيسين النصارى للمناظرة على مضمون الكتاب، موضوع الكتاب كان "أن رشاد خليفة ادعى أنه وضع القرآن على الكمبيوتر فوجد أن في القرآن معجزة عددية، وأن هناك عدد مكرر يقبل القسمة على رقم 19 ونتائج القسمة فيها إعجاز و..و..والحقيقة أنه لم يكن هناك أي معجزة، وأنه لم يضع القرآن لا على الكمبيوتر ولاعلى غيره ، كل مافي القصة أنه استعان بمعجم القرآن المفهرس للسيد فؤاد عبد الباقي ، الذي فَهْرَسَ القرآن ،ثم ذكر مجموع كل كلمة تكررت، مثلاً كلمة الصلاة في القرآن تكررت سبع وستون مرة ، فوضع تحت كلمة الصلاة رقم 67 وإذا أخطأ وسقط منه سهواً إحدى الكلمات استدرك هذا الخطأ ، في صفحة تصحيح الأخطاء . وبماأنني أستعين بمعجم السيد فؤاد عبد الباقي في دراساتي ، اكتشفت خدعته الذي أحب الله فضيحته بها على يدي وفضل عليَّ بثواب ذلك. لماقرأت كتاب رشاد خليفة لأول مرة انبهرت به، ولكن من عادتي أن لاأصنف أي معلومة في كمبيوتر عقلي لأدرسها للناس، إلابعد دراستها بدقة والتأكد من صحتها تماماً ، فهي مسؤولية أمام الله ، لما بدأت دراسة الكتاب ، فتح الله عليَّ بأن ألهمني أن أستعين بقاموس فؤاد عبد الباقي لأتأكد من صحة أعداده، فوجدت أنه قد استخدم  الكلمات المفهرسة في الكتاب، ولكنه نسي أن يضم إلى نظريته الكلمات الساقطة سهواً من السيد فؤاد، فسجلها في جدول موجود في الصفحات الأولى من المعجم، ولأتأكد من صحة ظني، ظللت أدقق الكتاب عدة أشهر وأنا أعد الأحرف حتى تأكدت أن النظرية باطلة، فأخذت أحذر الناس منها . ولما سمعت أن السيد أحمد ديدات مطلوب للمناظرة مع أحد القساوسة الذي تحداه أن النظرية باطلة، وقَبِلَ هو تحديه كعادته، مطمئناً إلى أن رشاد خليفة شخص مسلم مخلصاً لدينه، عمل عملاً علمياً لينصر به الإسلام. لما قرأت المنشورات التي  أرسلها لي مركز ديني في لندن كان يتبنى الشيخ ديدات، وكانت المنشورات هي عبارة عن دعاية للمناظرة ، قمت من فوري واتصلت بالمركز، وأخذت أحاول شرح خطورة الأمر لهم بلغة إنكليزية مكسرة فقد كنت في الأشهر الأولى لسكني في بريطانيا،في البدايةلم يأبهوا لكلامي ولكنني لم أيأس وظللت أتابع إلحاحي بالهاتف، كان المركز في برمنجهام وكنت أسكن في لندن فلما ضجوا مني، اتصلوا بمركز إسلامي آخر في لندن وطلبوا من مديره السوري مقابلتي ليرى إن كان حقاً لدي شيئاً يستحق الذكر كما أدَّعي.وفعلاً زارني في بيتي وعرضت  عليه الأمر فاقتنع ، ودق ناقوس الخطر ، الذي أَسمَعَ السيد ديدات فجاء من دِرْبِنْ جنوب أفريقيا لمقابلتي وتم أول لقاء بيننا الذي كان لقاءاً سعيداً بسبب نتائجة المثمرة. وتوقف الشيخ أحمد ديدات بعدها عن تدريس كتاب رشاد خليفة نهائياً، وسحب أشرطته من الأسواق.  

        
سؤال 5 –  في الغرب يحلو للكثير المباهاة بحرية الرأي وحرية الصحافة و..و.. كيف يستطيع المسلمون اليوم إستثمار تلك المبادئ لإيصال فكرنا الإسلامي لهم ؟وكيف نواجه بين سياسة الكيل بمكيالين ، فعندما يكون المشتوم اليهود أوالغرب تقوم الدنيا ولاتقعد أما إذا شُتِمَ الإسلام والعرب واعترضنا، اتهمونا زوراً بأننا لانحترم حرية الرأي عندهم!! فكيف نستطيع التوفيق بين الأمرين؟    

                                                    
الجواب: حرية الرأي عندهم يحدها القانون بأن لايكون معها تشهير أوشتم أو إستهزاء أو..أو..،وممكن لأي شخص يتعرض لأي من هذه الإساءات أن يرفع دعوة في المحكمة على المسيء ويطالبه بتعويض مالي تقدره المحكمة على قدر الضرر . قانون جميل جداً لولم تشوهه سياسة الكيل بمكيالين . فهم قد سمحوا لسلمان رشدي بشتم نبيين طاهرين ، كسيدنا إبراهيم وسيدنا محمد صلوات الله عليهما وبقذفهما بأقذر الكلمات ، ولكن لم يسمحوا لنا نحن المسلمين بمقاضاته في المحكمة . وكذلك قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي في الدانمارك، حيث رفض القاضي أن يُجَرِّم الرسام واعتبرها حرية رأي مما كانت النتيجة، أن أي إنسان يريد الشهرة والمال ماعليه إلا أن يشتم الإسلام، فتبدأ حملات الرد عليه من المسلمين، فتصبح تلك الحملات أحسن دعاية له ، فالذي لم يقرأ ولم يسمع ولم يرى سيقرأ وسيسمع وسيرى ما كان غير مشهور ولامعروف فيما لوبقي المسلمون هادئين وتجاهلوا الأمر ، وتركوه  يمر على مبدأ القافلة تمر والكلاب تعوي . ولكننا بسذاجتنا نجعل من المسيء بطلاً ومليونيراً. فقبل أن نعترض ونقيم الدنيا عليهم ولانقعدها، علينا أن نعلم شيئاً عن طريقة تفكيرهم وماهو مستوى إيمانهم . لنرى ماذا كانت ردة فعل المسيحيين على مادونا المطربة والممثلة المشهورة الإيطلية الأصل الأمريكية الجنسية المسيحية على مذهب الكاثوليك، أن تعرض على  يعني " مثل الصلاة" Like A Prayerالمسارح والتليفزيون كليب سمته تمثل فيها أن ((هاتفاً قال لها أن عيس يناديها، فأخذت تركض إلى الكنيسة لتلبي النداء فوجدت تمثال رجل أسود يمثل في تلك الأغنية النبي عيسى عليه السلام ، فأخذت تلمس قدميه لتتبارك به ، فإذا به يتحرك وينزل من على الصليب ليقبلها من شفتيها ثم يمارس معها الجنس على مقعد في الكنيسة التي جاءت إليها لتلبي نداؤه !! )) فماذا كانت ردة فعل المسيحيين عليه ؟ بعض الأساقفة احتجوا ثم انتهى الأمر هكذا بكل بساطة. هذه الأفلام شيء عادي جداً عند الغربيين، يعني لايوجد لديهم لاغيرة ولا إحترام لشعائرهم الدينية الخاصة بهم، حتى أنهم في ليلة عيد ميلاد المسيح في كل عام يعرضون فيلماً   "يعني "حياة برايان "،ويعرضون فيه قصةLife of Brianإنكليزياً إسمه "
حياة عيسى عليه السلام بسخرية قذرة،حتى أن البطل الذي يمثل دور عيسى  عليه السلام يظهر في أحد المشاهد عارياً تماماً، والذي يقوم بدور أمه مريم في الفيلم رجل يرتدي ثياب إمرأة !! والفيلم والأغنية متوفران على النيت!! ومع ذلك لم يتحرك بوش الذي يُعِدُ نفسه حامي الديانة المسيحية وقائد الحملات الصليبية الحديثة ، والمسيطر على شبكات الإتصالات في الدنيا، لم يحاول إيقاف هذا الفيلم والأغنية وأفلام وأغاني كثيرة غيرها على شاكلتهما . يعني بالمختصر المفيد هم يسمحون لأنفسهم بشتم دينهم وديننا على حد سواء ، ويسمحون لنا أن نشتم ديننا! ولكن لايسمحون لنا نحن بشتم دينهم أوالمساس بالقضية الصهيونية لا من قريب ولا من بعيد؛ لأن تلك القضية إنما هي أول خطوة لمشروعهم السياسي  في السيطرة على العالم... بناء على ذلك، فالأفضل بالنسبة لنا أن نتجاهل مايصدر من سفهاؤهم، ونلتفت إلى عقلائهم بالخطاب بالحكمة والموعظة الحسنة ،كما أمرنا الله تعالى بكتابه الكريم "ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". ونحاول أن نستفيد من قانون حرية الرأي بقدر مانستطيع،كما فعل الشيخ أحمد ديدات مع النصارى بمناظراته المبهرة ، حيث انتقد العقيدة المسيحية وخلخل جذورها ، بشكل موضوعي بحت خالي من الشتم؛ بذلك فقط نجح أحمد ديدات. ولم يجرؤ أحد على الإعتراض عليه أو إيقاف مناظراته التي مازالت مستمرة حتى ساعة هذه المقابلة في شخص الدكتور " زاكير نايك" تلميذ الشيخ ديدات الذي تفوق على أستاذه لأنه أدخل الإعجاز العلمي في نقاشاته مع النصارى لأنه دكتور بالأصل، ولكنه ترك مهنة الطب من أجل الدعوة، ونجح إلى حد أنه اتفق مع أحد القساوسة على مناظرة، وفي آخر لحظة ألغيت المناظرة لأن القسيس أسلم!! وهو الآن يقدم مناظراته بشكل يومي على قناة "سلام "    "فلو سرنا على نهج مؤسس هذا الإسلوب لاستثمرنا حرية الرأيpeace"
في نشر الإسلام إلى آخر حدود . 

                                           
سؤال 6 – برأيك هل المقاطعة تعطي نتيجة كعقوبة رادعة لهجومهم وشتمهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟    

                                
الجواب: المقاطعة سلاح ذو حدين، أولاً سيُثار الأمر ونحن نريده أن يمر بلا لفت للأنظار، وثانياً صحيح أنهم سيتضررون من المقاطعة إقتصادياً، ولكن نحن أيضاً سنتضرر إقتصادياً يمكن أكثر منهم، إلى جانب إثارة مشاعر الكراهية التي نحن بغنى عنها عند قوم لايعلمون حقيقة الإسلام، وذلك اتِّباعاً لقول رسولنا الحبيب { اللهم إغفر لقومي فإنهم لايعلمون}.بالإضافة إلى ما شرحته لك في جوابي السابق عن طريقة تفكيرهم ،لذلك فالمقاطعة ستجعلنا نخسر العقلاء بسبب السفهاء . إن الحل الأفضل في نظري هو أن نقارع الحجة بالحجة ، وبدل أن نجعل من المسئ للإسلام مليونيراً ، نستغل الإساءة ونجعلها فرصة لعرض الإسلام عن طريق تفنيد التهم الموجهة لنا ، وممكن لو دفعنا المال بسخاء لنشرنا الردود عليها في أشهر الجرائد الأوربية ، فليس كل الجرائد عنصرية وترفض أن نكتب على صفحاتها، وحتى أنه من الممكن أن نطلب من الأوربيين المسلمين أومن المتعاطفين معنا، على كتابة تلك الردود، أمثال مطرب الكنيسة كات ستيفنز، الذي اعتنق الإسلام وغير إسمه إلى يوسف إسلام ، أيضاً الصحفية التي اعتنقت الإسلام إيفون ردلي أو عضو البرلمان جورج غَلَوي . فكما سمعنا أن حادثة الحادي عشر من إيلول كانت سبباً في دخول عشرة آلاف أمريكي الإسلام، وذلك لأن المسلمين القاطنين في أمريكا، عرفوا كيف يستغلون هذه الحادثة  أحسن إستغلال! وذلك بجعل الرد على تهمة الإرهاب وسيلة لنشر الإسلام ، لأنهم عرفوا كيف يخاطبون عقولهم باللغة التي يفهمونها . إن من مصاعب الدعوة في أوروبا، أننا أحياناً نجد صعوبة في فتح موضوع الإسلام مع من حولنا، لأن معظمهم غيرمهتمين بموضوع الأديان، ولكن حوادث كهذه من نشر الرسوم أوكتاب سلمان رشدي أو أي شيء مماثل، ممكن أن تنقلنا إلى الوضع الذي يجعلهم هم الذين يفتحون الموضوع معنا ، فيسهل علينا حينئذ الدخول إلى عقولهم لغسلها من الأكاذيب التي ملأتها وسائل إعلامهم، يعني "عسى أن تكرهوا شيئاً وهوخير لكم" . ووالله إذا كان الداعية جريئاً مخلصاً لله ، مسلحاً نفسه بالعلم الكافي للرد على أسئلتهم الصعبة ، لقُلِبَت الطاولة وأصبح الداعية هو الذي يترأس الحوار يديره كيف يشاء ولكن إن كان جاهلاً بطريقة  تفكيرهم وبالردود المناسبة؛ لكان ضرره على الإسلام أكثر من ضرر سلمان رشدي وغيره. لذلك على المسلمين قبل أن يقوموا بأي عمل يكون نتيجته زيادة النفور والكراهية عند الغرب، عليهم أن يسألوا الخبراء الذين يعيشون بينهم عن طريقة تفكيرهم ونهج حياتهم،والوسائل المثمرة التي تقلب إساءتهم إلى منافع.

سؤال 7 – كيف يرى الغرب دفاع المسلمين عن حقوقهم في فلسطين ؟ وهل فكرة الإرهاب آخذه أكبر من حجمها؟ أم أنهم غير قادرين على أن يفهموا أنه حق مشروع ؟

الجواب: الفرد الأوربي والأميركي في السياسة هو واحد من ثلاثة أيضاً:
الفئة الأولى: إما صهيوني متعصب أومسيحي متصهين الإثنان هدفهم واحد فالمسيحي المتصهين يؤمن بأن المسيح قادم ،ولابد أن تُهيئ له أرض الميعاد ، بتنظيفها من الشعوب غير اليهودية ، وإحلال اليهود مكانهم ؛ وذلك لأن المسيح القادم سيقتل نصف اليهود ويتَّبِعُهُ النصف الآخر ويصبحوا نصارى ، أي أن الديانة اليهودية ستنتهي على الأرض بمعتقدهم. والصهيوني المتعصب يؤمن أن المسيح القادم إلى أرض الميعاد التي هي فلسطين، سيجعل من اليهود أسياداً للعالم ، وذلك لكونهم شعب الله المختار، وتُسَخَر لهم شعوب الأرض يُفنون من يكرهون ويعفون عمن يحبون . بالنتيجة الصهيوني والمسيحي  المتعصب متفقين على إفناء شعوب المنطقة أوطردهم واغتصاب أرضهم . تلك الفئة تختلق الأكاذيب وتزيف الحقائق عن طريق السيطرة على الإعلام ووسائل النشر، لذلك تجدي أن كثيراً من الشعب الأمريكي يعتقد أن أرض فلسطين أرض خالية من السكان ، ولكن جيرانها العرب لايسمحون لليهود بإقامة دولتهم المقدسة عليها التي هي أرض الميعاد لهم وهم يهددونهم بالفناء في كل لحظة. أحد مقدمي البرامج الدينية في التلفزيون الأمريكي قال وهو يشرح حال اليهود بين جيرانهم العرب: " إنهم محاصرون من كل الجهات بالعرب الذين يعصرونهم عصراً بهدف إفنائهم ، وإن لم تمدوا لهم يد العون بالمساعدات المالية ، سيقضي أولئك العرب الإرهابيون عليهم" . الذي نقل هذا الخبر شاب فلسطيني قال:((إن الطريقة التي كان يشرح بها قضية اليهود وهو يجمع كلتا كفيه ويحركهما كأنه يعصر شيئاًوالألم المرسوم على قسمات وجهه ،والدموع التي تنهمر من عينيه وهو يقول:إن العرب يعصرونهم هكذا  قال: لولم أكن فلسطينياً وأعرف القضية جيداً ، لصدقته ولتعاطفت معه )) وذلك من شدة نجاحه في التأثير على المشاهد. فما بالك بالفرد الأمريكي الذي يجهل حقيقة القضية تماماً . تلك الفئة ومن يتعاطف معهم يعتبرون المقاومة إرهاباً، ولايعطوا الشعب الفلسطيني أي حق بالمقاومة. أما الفئة الثانية : فهم فئة واعية مثقفة ذو ضمير حيّ، يعرفون الحقيقة و يؤيدون القضية الفلسطينية، وبحقهم بالعودة إلى أراضيهم المسلوبة والمقاومة من أجل استردادها، وهم الذين يُسَيِّرون المظاهرات المعارضة التي تدين جرائم الصهيونية والمسيحيين المتصهينين، منهم عضوا البرلمان البريطاني جورج غَلَوي والسيد طوني بِنْ الذي رُشِحَ يوماً ليكون رئيس وزراء لبريطانيا،الأول رئيس حزب ريسبكت،الذي من أول شعاراته إيقاف الحرب على المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، والثاني عضو فعال فيه . والفئة الثالثة : هم جماعة يهودية متدينة، يؤمنون أن المسيح يجب أن يأتي أولاً ليُرجِع الأرض لليهود. ومايفعله الصهيونيين من إغتصاب للأرض الفلسطينية لإقامة دولة إسرائيل، غير شرعي ومرفوض وكفر في نظرهم، لأن مذهبهم يقول: { أنه من ارتكب خطيئة يخرج من الأرض المقدسة وأن إصحاح الأنبياء قالها بكل صراحة أننا طردنا من أرضنا بسبب خطايانا،وكل يهودي منا يعترف بذلك ولذلك نقول في صلواتنا  " بسبب خطايانا طُردنا من الأرض " وبالعبري ( خطائيلو جاضيلو ) ومن قَبِلَ بالعقوبة فقد تاب ، ومن تمرد على حكم الله فقد أثِم , لذلك استسلمنا لقدرنا وفضلنا أن نعيش بين الأمم بسلام ونحترم قوانينهم } ، ويُحَمِّلون الصهيونيون مسؤولية كره ونفور العالم من أتباع الديانة اليهودية . ولهم مؤيدين كثر في جميع أنحاء العالم ، ويسمون أنفسهم " ناطوري كارتا " أي نواطير المدينة أوحراس المدينة . هذه الفئة ومؤيديهم يعتبرون أن المقاومة هي حق مشروع للفلسطينيين لإسترداد أرضهم .  

    
سؤال 8–  هل تعتقدي أن المشكلة بطريقة توجيه الخطاب الديني للغرب؟
 يعني هل أنت مع تطوير الخطاب الديني ؟

 الجواب:طبعاً مافي شك، لأن الله أمرنا عند مجادلة أهل الكتاب بأمرين:  أولهما أن نجادلهم بالتي هي أحسن، ثم أن نخاطب الناس على قدر عقولهم
لاتنظري إلى الحكومات الغربية وسياساتهم وظلمهم ، إن سياسة أولئك الحكام لايمثلون إلا شريحة من مجتمعهم كما سبق وشرحت لك، ولكن انظري إلى الشرائح الأخرى وهم كأي أمة فيهم الشرير وفيهم الخَيِّر ، ونحن هدفنا أؤلئك الطيبون الذين لا يعلمون الحقيقة من كثرة الدعايات السيئة عنا بأننا قوم إرهابيين ومتخلفين ومازلنا على الجمال و..و..،لقد سافرت عدة مرات مع الإنكليز في رحلات منظمة من قِبَل شركات إنكليزية للسياحة وكانت الرحلات لتونس ومصر. لاحظت الفرق الشاسع بين معاملتهم لنا في رحلة الذهاب بالطائرة، سواءاً كان بالنظرات القذرة  التي يرمقوننا بها أو المعاملة الجافة التي يعاملونا بها، وبين رحلة العودة التي يتبسطون معنا فيها بالكلام، ليعبروا عن سرورهم بحسن ضيافة العرب لهم، وكيف تفاجأوا بأننا قوم متحضرين وليس كما سمعوا قبل الرحلة، وأنهم سيكررون هذه الرحلة مرة أخرى في المستقبل. لذلك أنا أقترح على  الحكومات الإسلامية تنظيم رحلات مجانية بشكل شهري لمدة خمسة عشر يوماً، أو حتى إسبوع واحد لمجموعات تُنتقى من قِبَل أفراد عرب يقيمون في البلاد الغربية ، لتكون  الرحلة منبر إعلامي لشرح قضايانا وديننا إلى جانب المواد الترفيهية النظيفة ، لأنني كما لاحظت أن المسافرات بالرحلات التي شاركت بها، قلن لي: لقد جلبنا معنا ملابسنا المحتشمة لأنه قيل لنا أن هذه البلاد محافظة ولايقبلوا الملابس الفاضحة ، إذن هم يحترمون تقاليدنا إن شجعناهم على إحترامها، فالأولى لنا نحن أن نحترم  أنفسنا، وذلك باحترامنا لديننا وقيمه الأخلاقية، ومنع المشروبات الروحية بمثل هذه الرحلات المجانية المقترحة، يعني ننشأ السياحة الملتزمة بالقيم من أدب وأخلاق وحسن الضيافة. وأنا أضمن أن العائدون من تلك الرحلات سيكونون خير سفراء لنا لأهليهم ، هكذا تفعل إسرائيل مع شباب الغرب ، تنظم لهم رحلات مجانية أو بسعر رمزي ليكونوا منبراً إعلامياً لها وبوقاً تنفخه متى تريد . أرجوأن أجد بين المسؤولين العرب والمسلمين من يسمع إقتراحي ويدرسه ثم ينفذه بالشكل اللائق .  

 

سؤال 9 – هل تعتقدي أن الفكر الإسلامي وصل إلى درجة من النضج في ظل التطورات المعاصرة ؟

 
الجواب: بعض مفكرينا ليس عندهم النضج الفكري الكافي في مخاطبة غير المسلمين، لذلك فهم يتكلمون كلاماً يسيئون فيه للإسلام أكثر من أعداء الإسلام.وبعضهم الآخر قد بلغوا درجة النضج بفكرهم الإسلامي،وتفهمهم للتطورات المعاصرة، ومدى تأثيرها الخطير على حياة شبابنا ونشأنا الجديد، ووضعوا حلولاً عملية لمعالجة تلك الآفات الناتجة عنها،وأتمنى لكل علمائنا أن يحذوحذوهم ، وأن يتجاوب الناس معهم أيضاً لتفعيل تلك الحلول للخروج من المصائب التي نعيشها. 

                                                   
سؤال 10 –  أطلقت الأمم المتحدة حملة عالمية لوقف العنف ضد المرأة ، فهل تعتقدين أن هذه الحملة تخدم المرأة المسلمة أم تبعدها أكثر عن التزامها بشرعها ؟     

                                                      
الجواب: "كلمة حق يراد بها باطل"! للأسف هناك من نساءنا من هن مبهورات بالغرب ويقلدن المرأة الغريبة التقليد الأعمى،تاركين خوف الله وراء ظهورهن متناسين حساب يوم القيامة! وللأسف أيضاً أن هناك من رجال أمتنا اضطهدوا المرأة الأم والمرأة الزوجة والمرأة الأخت والمرأة البنت، أحياناً بعض رجال الإسلام يتصرفون بقسوة تجعلك تتساءلين: هل دخل الإسلام قلب هذا الرجل فعلاً. للأسف الغرب لمسوا نقاط الضعف هذه عندنا فأرادوا استغلالها لإفساد نسائنا وبالتالي يفسد المجتمع كله، فالمرأة هي الأم المربية،كما قال الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. ولعل أحدهم أن يقول ولماذا يهمهم إفساد شعبنا؟ سأعطيك الجواب من فيلم وثائقي شاهدته منذ عشرين عاماً تقريباً على التليفزيون البريطاني صعقني مافيه ! مقدم البرنامج كان من أولئك الذين يتسابقون لعمل سبق إعلامي، لن أنسى ذلك البرنامج ماحييت، استضاف أحد الباحثين في الموضوع المعروض في البرنامج، فقال كلاماً اقشعر له جسمي! قال: أنه بعد الدراسة الطويلة وجدوا أن الغرب لن يستطيع أن يسيطر على بلاد مثل اليابان والبلاد الإسلامية وبالتالي على  العالم؛ إلا بعد فك إرتباط شعوبها بقيمها وإفسادها؛ فينشغلون باللهث وراء أهوائهم وملذاتهم عن معتقداتهم وإرتقاءاتهم، فينحدر مستواهم الفكري ولايعودون يفكرون بالإبداع والعلم أوالصناعة و..و، فتصبح بلادهم سوقاً لمنتجاتنا وأفكارنا ومعتقداتنا و.. عرض الفيلم الخطوات التي اتبعوها لكي تتم عملية الإفساد من البداية حتى تاريخ عرض البرنامج،وقال: كانت السينما من أهم وسائلنا للإفساد، كان استخدام الأفلام لإثارة المشاعر الجنسية عند الشعوب من أهم خطوات ذلك المخطط، فقمنا بدراسة مدى مقاومة كل شعب للإثارة، كنا نأت بالشاب المحافظ، ونضع له مشهداً على الشاشة، لرجل وإمرأة يتبادلان القبل ويقومان بحركات بذيئة معينة ثم نراقبه، ونقوم بحساب كم دقيقة استغرق حتى أثارته تلك المناظر جنسياً، فلقد تحمَّل الشاب الياباني سبع دقائق، بينما الشاب العربي لم يأخذ سوى ثلاث دقائق فقط !! كانت النتيجة أن الشعب الياباني كان أبطء الشعوب تجاوباً أي أكثرهم مقاومة للإغراء، كان الفيلم طويل وماعُرِض فيه مخيف!!. وهكذا بدأ العد التنازلي للقيم الأخلاقية للشعوب، والنتيجة كما نرى حولنا .. مساكين أبناء هذا الجيل وضعوا البارود بجانب النار، وأكثروا من ملامته حين انفجر !! أذكر أنه أثناء دراستي في الكوليج في إنكلترا، أنه طُلِب منا أن نكتب بحثاً عن أسباب جنوح المراهقين، وماهي الحلول للخلاص من هذه الأزمة برأينا نحن الطلبة ؟ ياسبحان الله الكأس الذي سقوا الناس منه شربوا هم منه أيضاً، وتفجرت الرذيلة عندهم بأبشع اشكالها. عند ظهور نتيجة الأبحاث، تفاجأ الجميع بمافيهم أنا، أن بحثي هو الذي فاز وسيُعلق في لوحة الإعلانات، لم يتصوروا أن مسلمة محجبة وبنظرهم متخلفة ، ممكن أن يكون عندها  الحل لمشكلات مراهقي أوروبا. مما قلته في بحثي: { أن أحد أسباب الإنحراف هو الإختلاط، وعدم توجيه الأهل لأولادهم أخلاقياً بمنعهم من مشاهدة الأفلام الخليعة التي تثير شهواتهم الجنسية ؛ وبالتالي يبدأ المراهقين بممارسة الجنس مبكراً ؛ الأمر الذي يعرض الفتيات لأخطار الحمل والإجهاض ومايلي ذلك من مشاكل، ذكرت لهم أن المرأة المسلمة لاتمارس الجنس بسبب أنها تعلم أن هذا حرام وأنها ممكن أن يذبحها أهلها، ولكن على مدى الخمسة والأربعين سنة التي عشتها لم أسمع بواحدة ذُبحت، ولكن التلويح بعصا الذبح، حمت الفتاة من مشاكل ممارسة الجنس مع رجال لايهمهم من الأمر إلا شهوتهم، ثم يلفظونها كما تلفظ البذرة بعد أكل ثمرتها، بذلك بقيت فتياتنا طاهرات خاليات من الأمراض أمثال الإيدز وغيره، ولم تعانين من الآلام النفسية التي تعانيها نساء الغرب من الحرمان من السكن النفسي الذي جعله الله في الزواج والبيت والأمومة، وسفح ماء وجهها وكرامتها بملاحقة الرجال في سبيل إشباع غرائزها الجنسية التي وضعها الله فيها، وختمت بحثي بقولي: مساكين أولئك المراهقين إنهم ضحايا جنى عليهم أهلهم ومجتمعهم ووسائل الإعلام بإسم شعار زائف أطلقوا عيه إسم  الحرية، أليس ظلماً إن كنا في سفينة في عرض البحر وولدي لايعرف السباحة ولايقدر خطورتها أن أدعه يقفز إلى الماء فقط لأنه أحب ذلك، بإسم الحرية، أليس ذلك ظلماً له؟ إن الحل الذي لابد منه لعلاج مشاكل انحراف المراهقين الذين هم أمهات وآباء المستقبل، هو فصل الجنسين في المدارس والجامعات عن بعضهما ومراقبة مايعرض من أفلام عنف وجنس على شاشة التليفزيون و..و، إلى آخره من تلك القيم التي ربينا عليها نحن المسلمون..!}، وبالفعل عُلِّقَ هذا الكلام على لوحة إعلانات الكوليج ! والآن أريد أن أسأل: بعد كل ماذكرته هل ممكن لإمرأة مسلمة أن تصدق أن نية الأمم المتحدة في حملتها لوقف العنف ضد المرأة بالفعل هي  لمصلحتها؛بينما إحدى بنود تلك الحملة تطالب بأن تكون المرأة حرة باستعمال جسدها، أي هم  يطالبوننا بإعطاء حرية الزنى لنسائنا.. أيحبون لنساءنا أن تتألم كما تألمت نساءهم،ألاترون معي أنها كلمة حق يراد بها باطل . وتحضرني آيات من سورة النساء يقول الله تعالى فيها [والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً 27 يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً 28 ] انظروا إلى حنان الله تعالى تعالى في تنبيهه لنا من أن لإتباع الشهوات نتائج كارثية على الإنسان، وهو بضعفه البشري الذي فطره الله عليه أضعف من أن يتحملها،وما نهاه الله عن تلك المحرمات إلا رحمة به و لأنه يريد أن يخفف عنه آلامها،؛لذلك ومحاربةً لذلك الإفساد في الأرض أنا أدعو رجال المسلمين أن يعطوا المرأة المسلمة حقها قبل أن يُغَرَرُ بها وهي تحت تأثير ضغوطات معاناتها من ظلم الرجل الأب والرجل الأخ والرجل الزوج، فلاتجد لنفسها متنفساً إلا أن تطالب بحريتها بواسطة الأمم المتحدة، فتكون الطامة على الجميع رجالً ونساءاً . وهمسة في إذن المرأة: إياك وكما يقال أن تقومي من تحت الدلف لتقعدي تحت المزراب، وقومي بواجباتك كما أمرك ربك في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنه في آخر الزمان يطالب الناس بحقوقهم ولايؤدون واجباته فسأله أصحابه:إن كنا نحن في ذلك الزمان يارسول الله فماذا نفعل، قال: أدوا ماعليكم من واجبات ودعوا حقوقكم لله)) لأن الله وحده جابر المكسور وناصر المظلوم فإن كنتِ مع الله فلن يتخلى الله عنك أبداً وتذكري قوله تعالى أنه [ من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب] هل تعلمين لماذا هذه الآية في سورة الطلاق؟ لأنه يعلم الغيب وما ستتعرض له المرأة من إغراءات من جهة، ومن ضغوطات من جهة أخرى إنها رسالة لك أيتها المرأة يوم ستلقي الله رب العالمين فيقول لك:أنه ليس لك عذر باتباعك الفساد أنا قلت لك إن أتقيتني سأجعل لك مخرجاًً وأرزقك من حيث لاتحتسبين.أختي المسلمة إياك أن تدعيهم يغشوكِ، ليبعدوك عن شريعة الله التي فيها مصلحتك ، واصبري وصابري وتذكري دائماً قول الله تعالى (( إن الله يحب الصابرين )).  

                                              
سؤال 11  – أمسى الفساد الجنسي والفوضى الأخلاقية حقيقة لاريب  فيها ، استبدت بتفكير الناس وفرضت نفسها على المجتمعات متحضرة كانت أم متخلفة ، فما العلاج برأيك ؟

الجواب: والله لامخرج لهذا العالم ممايعانيه إلا بالرجوع إلى الله، وإنها لمسؤولية  الرجال والنساء وأولياء الأمور والدعاة، نعم نحن الدعاة لنا أكبر حصة من المسؤولية أمام الله . علينا تنبيه الغافلين وشد أزر المبتدئين، لا  بتحميلهم كل منهاج الإسلام مرة واحدة ، بل التدرج بهم خطوة خطوة، نبني الإيمان أولاً حتى ولو بقينا نصبر على الشخص شهوراً طويلة، لأنه بدون إيمان ومراقبة لله في قلوبنا لن نحصد ثمرة الدين، وعلينا أن لانخاف من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن الموضة السائدة الآن عيب لاتتدخلي، ويقيناً أننا لوخفنا من الناس أكثرمن الله لأذلنا الله بتسليطهم علينا ألم يقل الله تعالى في حديثه القدسي: (( ياعبدي إن أنت أغضبتني برضا العباد غضبت عليك وأغضبت عليك العباد ، وإن أنت أرضيتني بغضب العباد رضيت عليك وأرضيت عليك العباد )) فعلينا إن كنا حقاً دعاة  مخلصين لله أن لانخشى ولانطيع أحداً سواه كما قال في سورة الأحزاب:[ 39 الذين يبلغون رسالات الله  ويخشونه ولايخشون أحداً إلا الله ]وفي سورة المائدة [ 53  ياأيها الذين آمنوا من  يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ]نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الجهاد في سبيله ، وليكن شعارنا ليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب . نعم فنحن كما قال تعالى خير أمة مادمنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، وتذكروا قول لقمان الحكيم لإبنه [ يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ] نعم يصبر الداعية لله، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على أذى الناس، لأن نتائج الدعوى لم يسلم من أذاها حتى الأنبياء، ويكون محتسباً بعمله وجه الله , فإذا وضع باعتباره أن الدعوة مغرم في الدنيا ومكسب في الآخرة، فلن يهزه لوم لائم ولا يؤلمه سخرية ساخر إذا خالف قوانيتهم  (مادخلنا ) ( يصطفلوا ) (كل واحد حر يعمل اللي يريد) نحن أمة أخرجنا الله لنأمر بالمعروف ولننهى عن المنكر،[ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ]ولكي نكون خير أمة لابد لنا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإن لم نفعل فسيكون ذلك سبب هلاكنا كما هلك من قبلنا (( لإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه ))  هذا هوفقط علاج تلك الفتن التي نعيش بها ويحرقنا لهيبها، وليس لنا أبداً بديلاً عنها.          
أختم لقائي هذا بدعاء (( اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا منك )) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

 

 

 

التعليقات

أضف تعليق

عنوان التعليق

الاسم

البريد الالكتروني

نص التعليق

كود التحقق

شروط نشر التعليقات

  • الالتزام بالآداب العامة المتعارف عليها والابتعاد عن أي مفردات غير مناسبة.

  • سيتم حذف أي تعليق لايتعلق بالموضوع .

  • سيتم حذف أي تعليق غير مكتوب باللغة العربية أو الإنجليزية.

  • من حق إدارة الموقع حذف أو عدم نشر أي تعليق لا يلتزم بالشروط أعلاه.

عودة إلى قائمة المقالات

حاشية ابن عابدين
قائمة الكتب
قائمة المخطوطات
واحة الفكر والثقافة
وجهة نظر
سؤال وجواب
أحسن القول
اخترنا لكم
أخبار الدار
كلمة الشهر

إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك، فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك وبين نفسك، وبالتحدث عنها كثيراً بينك وبينهم؛ فإنّ نصف الذكاء مع التواضع أحبُّ إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور

Create peace in your mind and you will create a world of peace around you


 
النتائج  |  تصويتات اخرى

 









اشتراك

إلغاء الاشتراك

 
-
 
 


1445 - 1429 © موقع دار الثقافة والتراث ، جميع الحقوق محفوظة
Powered by Magellan