اخترنا لكم
>>
قصة و عبرة
:
أم محجن.. خادمة بيت الله!!
كانت امرأة من ضعفة المدينة، لم يرد لها في الصحيح تسمية سوى (أم محجن). كانت في زمرة المساكين والمستضعفين الذين عادة ما ينظر إليهم بازدراء فلا يُجابون إذا سئلوا، ولا يفتقدون إذا غابوا، بل إنهم في المجتمعات المادية المعاصرة يُنظر إليهم كعبء ثقيل وربما تعرضوا للإهانة والملاحقة وتركوا للجوع والتشرد.
لكن الوضع يختلف في مجتمع يحكم بشريعة الله، ويهتدي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، إنها عجوز ضعيفة سوداء لكنها عاشت في أيام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يحب المساكين، ويتعاهد الضعفة والفقراء ويديم الجلوس إليهم والسؤال عنهم.
كانت رضي الله عنها تؤدي عملاً عظيماً تبتغي به وجه الله، فتلتقط الخرق والقذى والعيدان من المسجد وتُـلقي بها في أماكنها؛ حرصاً على نظافة بيت الله وتهيئته للعبادة والذكر وتخريج الأبطال الفاتحين.
استمرت (أم محجن) تخدم بيت الله وتعتني به، حتى أدركتها المنية فحملها الصحابة رضي الله عنهم بعد العتمة، ولما وجدوا(رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً كرهوا أن يوقظوه، فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الغرقد، ولما جاء الصباح افتقدها (الرسول صلى الله عليه وسلم) فسأل أصحابه عنها فقالوا: قد دُفنت (يا رسول الله)، وقد جئناك فوجدناك نائماً، فكرهنا أن نوقظك. قال: (فانطلقوا) فانطلق يمشي ومشوا معه، حتى أروه قبرها، فقام (رسول الله صلى الله عليه وسلم) وصفوا وراءه فصلى عليها. وقال :"إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم".
وهكذا ضرب (النبي صلى الله عليه وسلم) للبشرية مثلاً عملياً في التواضع والرحمة والمساواة، ويجدُر بعالم اليوم أن يعلمه ويهتدي به، فيحسن إلى المستضعفين وينمي دورهم الإيجابي في المجتمع والأمة.
أم محجن قدمت لنا درساً عندما أسهمت على قدر طاقتها في خدمة دينها وأمتها، ولم تحقر من المعروف شيئاً ولو أن تلم القمامة من المسجد. رضي الله عنها وأوجد في مسلمات اليوم من يعطي عطاءها دون البحث عن الضجيج والأضواء!
منقول
|