إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أفرغ علينا صبراً وأحسن عزاءنا في مصابنا وتوفنا مسلمين
فقدَ أهلُ العربية في الشام أحدَ كبار أساتذتها وأعمدتها ومراجعها فقد قضى الحق سبحانه وفاة أستاذنا العالم النحوي الكبير واللغوي الحاذق والمربي الناصح
محمد علي حمد الله
عن سبعة وثمانين عامًا، في دمشق الشام
وهو أحد أفذاذ علماء العربية المعاصرين، ومن الرعيل الأول من أساتذة جامعة دمشق
كان لطلابه أبًا ناصحًا حانيًا حريصًا على مصالحهم وشؤونهم أكثر من حرصهم عليها
رحمك الله يا أستاذنا وغفر لنا ولك
وجزاك عن طلابك وهم أجيال كثيرة خير ما يجزي معلمًا عن طلابه
وبوَّأك مقعد صدق كِفاء إخلاصك ونصحك
لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل
والحمد لله على كل حال
محطات من ترجمة العالم اللغوي المربي محمد علي حمد الله
- ولد بدمشق يوم الأربعاء 25/ 12/ 1346هـ يوافقه: 13/ 6/ 1928م، ويرجع في نسبه إلى قبيلة جُهَينة القحطانية، في مدائن صالح، ثم المدينة المنوَّرة.
- تخرَّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق سنة 1957م.
- حصل على دبلوم التربية سنة 1958م.
- قدَّم بحث الدكتوراه في لبنان (دراسة لديوان الزمخشري)، قبيل اشتعال الحرب الأهلية في 13/ 4/ 1975م.
- كان من خواصِّ العلامة الأستاذ سعيد الأفغاني.
- درَّس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في ستينيات القرن الماضي.
- درَّس في كليتي التربية والآداب بجامعة دمشق خمسة عشر عامًا.
- درَّس في المعهد العالي للفنون المسرحية، ودار المعلِّمين، ومعهد إعداد المدرِّسين بدمشق.
- درَّس 14 عامًا في قسم التخصُّص الجامعي (فرع الأزهر)، بمجمَّع الفتح الإسلامي بدمشق.
- عضو اتحاد الكتَّاب العرب بسوريا.
- مؤسس جمعية أدب الأطفال باتحاد الكتَّاب العرب.
- عضو شرف برابطة الأدب الإسلامي العالمية.
- عمل مستشارًا للنشر في دار الفكر بدمشق سنوات.
- أسس سلاسل الفكر، في أدب الأطفال، وكتب لها أكثر من 45 قصة.
- قدَّم دروسًا تعليمية في التلفاز السوري على مدار 14 عامًا.
- اختير خبيرًا تربويًّا في منظَّمة اليونسكو مدَّة تسع سنوات.
- أسهم في دورات تربوية تابعة لمنظمتي اليونيسيف والأنروا قرابة تسع سنوات.
- عمل في شركة النجم، وكان كبيرَ كتَّاب فلم (الجرَّة) الحائز على عدد من الجوائز العربية والدولية في سينما الأطفال.
- عمل مراقبًا للبرامج ومشرفًا لغويًّا في شركة الزهرة لإنتاج و(دبلجة) أفلام الرسوم المتحركة، بدءًا من تأسيسها.
- شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والندوات الأدبية والبرامج التلفازية، منها مؤتمر كتَّاب أدب الأطفال العالمي بتونس سنة 1986م.
- كتب الشعر والقصة والمسرحية، وشارك في (التمثيل المسرحي والتلحين الموسيقي) في شبابه.
مؤلفاته:
1- ابن زيدون ورسالتاه- دمشق 1956م.
2- الأسلوب التعليمي في كليلة ودمنة، دمشق ط1/ 1958م، ط2/ 1970م.
3- النحو والصرف، وزارة التربية السورية، 1960م.
4- شرح المعلقات السبع، للزَّوزني (تحقيق)، دمشق 1963م.
5- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام (بالاشتراك مع د.مازن المبارك، ومراجعة: سعيد الأفغاني)، دمشق ط1/ 1964م، ط2/ بيروت 1969م، ثم تتالت طبعاته.
6- النقد الأدبي الواضح، دمشق ط1/ 1971م، ط2/ 2009م (التي شرفت الدار بطباعتها) .
7- أدب الأطفال (مقرَّر في دور المعلمين)، وزارة التربية السورية، ط1/ 1978م، الطبعة الأخيرة 2004م.
8- سلاسل الفكر، أكثر من أربعين قصة ومسرحية للأطفال، من 1981م في دار الفكر بدمشق، ثم في دار العربية.
9- مذكِّرة الطالب، دمشق 1994م.
10- البُردَة: شرحًا وإعرابًا وبلاغة (مراجعة وإشراف)، دمشق 1999م.
11- مسامرة الندمان ومؤانسة الإخوان، لعمر بن محمد الرازي (مراجعة وإشراف)، مركز زايد للتراث والتاريخ، الإمارات 2003م.
12- على أوتار القلوب، ديوان شعريّ (مخطوط).
13- على أوتار الغناء، ديوان للأغاني العاميَّة والزجل (مخطوط).
- نشر عددًا كبيرًا من المقالات والقصص في الصحف والمجلات.
شعاره: (واجبُ كلِّ جيل أن يصنعَ جيلاً يخلفُه).
شرفت دار الثقافة والتراث متعاونة مع كلية اللغة العربية بدمشق واتحاد الكتاب العرب بإقامة حفل لتكريمه مساء يوم الخميس الواقع في 30 ربيع الأول 1430هـ الموافق لـ 26 آذار 2009 م على مدرج شفيق جبري في كلية الآداب بجامعة دمشق.
شمل الاحتفال:
موجزاً عن سيرة المحتفَى به:
ألقتها الآنسة أسماء حسام الدين فرفور صاحب دار التراث والثقافه والذي كان الحفل بهمته وهمة الشيخ خضر شحرور حفظه الله.
وقد سردت سيرته العطرة.
كلمة أقرانه: لفضيلة شيخ قراء بلاد الشام الأستاذ الشيخ كُريِّم راجح.
فحواها:كان الأديب قديماً لا يقال عنه أديب حتى يحفظ البردة والمعلقات وكتب المراجع العديدة كالمغني اللبيب الحاشيه المقامة الدينارية مقامات الحريري, وان يكون حافظا للقران أولاً وأخيراً...
كان المعلم يؤتى إليه ..بات الآن المدرس هوة من يحرص على التعليم إن كان حريصاً على نشر الرسالة.
كان الهدف النسر والعمل ورفع كلمة الله واللغة العربية بات اليوم العائد المادي أول هاجس للأديب...
أدعو الطلاب لمراجعة كتاب الإتقان في علوم القرآن قسم الأدوات لتقوية العربية.
تبعه مندوب اتحاد الكتاب العرب: خليل موسى
بيَّن خطر الهجمة على اللغة العربية من قبل الغرب وليس جميعه ... وهذا ما يشكل عبئاً إضافياً على بيئة المنزل والمدرسة والمسجد والمدارس.
وقد أشار لكتابين محققين من قبل المحتفى به وهما: النحو والصرف مغني اللبيب ورسالة ابن زيدون التعليميه ,(النقد الواضح في كليله ودمنه) دراسات لأدب الأطفال وقد قدم شكره لتعريفه بأعلامه وقد كان غائباً عنه آنئذ حتى تسنى له التعرف إليه.له كتب منشورة في دار الفكر.
تلاه أول طالب له الدكتور أحمد نتوف _ وهو أستاذ محاضر في كلية اللغة العربية في جامعة دمشق _:
وأبدى تواضع الأستاذ محمد علي عندما هاتفه ...وهو عاجز عن رد الدين الذي في رقبته...
صناعة الرجال ومن سيكمل المسيرة هي من اشق المهمات لدى المدرس يقيمها إخلاصه وعمله الدؤوب… وختمها بعد أبيات من تأليفه للمناسبة.
تقدم الشاعر الكبير مصطفى عكرمة وقال:
أول آية نزلت اقرأ وليس اسمع أو صدق..لأن القراءة مفتاح لكل شيئ... ثم قدم قصيدة من سبعة أبيات إهداء للمحتفى به ألقاها وأهداها إياه.
ثم تقدم الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور خريج جامعة دمشق قسم اللغة العربي بكلمة:
حيث أدرج أفكاراً عن المحتفى به وبصمات:
ما أخذ عن العلامة محمد علي انه كان يقتل البحث أو الفكرة المطروحة أو السؤال الملقى من الطالب بحثاً وتدقيقاً حتى ليقترح عليهم مراجعاً يقرؤونها في الحصة الدراسية فينقلب الدرس بحثاً وعملاً… وذكر دقة العربية وكثروة مفرداتها مقارنة بالغربية منها:
كان لأبي حنيفة جار بالكوفة يغنى في غرفته ، ويسمعُ أبو حنيفة غناءه فيعجبه ، وكان كثيراً مايغني :-
أضاعوني وأىّ فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وسدادِ ثغرِ
فلقيه العسسُ ليلةً فأخذوه وحُـبِـس .
ففقد أبو حنيفة صوته تلك الليلة ، فسأل عنه من غدٍ فأُخبِـرَ
فدعا بالقلنسوة السوداء فلبسها ، وركب إلى عيسى بن موسى ، فقال له :
إن لي جاراً أخذه عسسُك البارحة فحُبِس ، وماعلمتُ منه إلا خيراً .
فقال عيسى : سلّموا إلى أبي حنيفة كلّ من أخذه العسس البارحة ،
فأُطلِقوا جميعا ، فلما خرج الفتى دعا به أبو حنيفة وقال له سرّاً :
ألست كنت تغني يافتى كل ليلة أضاعوني وأىّ فتى أضاعوا
فهل أضعناك ؟ قال : لا والله ، ولكن أحسنت وتكرمت ، أحسن الله جزاءك .
قال : فـعُـد إلى ماكنت تغنيه ، فإني كنت آنسُ به ، ولم أر به بأساً ، قال : أفعل .
ختم الحفل الأستاذ حمد لله قائلاً وباختصار:
لا بورك في شمس يوم لم أزدد فيه علماً... لاخير في علم هدفه الشهادة فقط..
سأل صفاء خلوصي برنارد شو: من أفضل أنت أم شكسبير؟ أنا طبعاً لأنني صعدت على أكتافه وعلوت به.
أن نخلص لما قدم لنا رساله عظيمه، وأن نصنع من يكمل الدرب رسالة أكبر... ومن لايفعل فهو معطل للثقافة خسرته حياً وميتاً... العربية تستنهض أبناءها ...
العلم درجات والجهل دركات..
لاخير في علم محنط غايته الشهادات والأوسمة...
لايضيرني أن أشعل الشموع ولكن يضيرني ألا أكسر شمعة قومي...
وكما قال البجيرمي: كلما علوت أكثر رأيت الكون بشكل أوضح وأشمل...
فكن كما الزرافة تنوش أوراق الشجر..
ختم الحفل بتوزييع دروع التكريم من اتحاد الكتاب العرب ودار التراث والثقافه ومجلة فارس الغد.
وزع في اخر الحفل اخر كتاب للعلامه محمد علي حمد الله: النقد الادبي الواضح.
رحمك الله يا أستاذنا وغفر لنا ولك
وجزاك عن طلابك وهم أجيال كثيرة خير ما يجزي معلمًا عن طلابه
وبوَّأك مقعد صدق كِفاء إخلاصك ونصحك
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل
والحمد لله على كل حال