وجهة نظر
>>
خواطرأنثوية :
خواطر من مُحِبَّة
علا عبد الحميد زيدان
في لحظات التوحد مع الذات .. شعرت بالحب ..
سافرت في رحلة بعيدة بعيدة ثم همست في نفسي : متى أراك يا حبيبي ؟ بل كيف لي أن أراك ؟!
عدت من رحلة الخيال تلك لأتذكر أنني أنا .. أنا تلك التي لم تُقدِّم ثمناً للقيا أو عربوناً للمودة بل للأسف صنعت حواجز ومعوقات بيديها ...
بكيت .. بكيت ذلك الجدار المتناهي في العلو .. بكيت حواجزي الألف التي صنعتها بيدي بكيت ظلمي لنفسي ...
كيف لي أن أراك ؟ باتت دموعي تنهار بشدة صرت أسمع صوتاً يقول { دعهم إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك } خشيت أن أكون منهم.. نعم إنني ممن فعل بعده الكثير ..
كم من سُنَّة وسُنَّة قد ضيعت ؟؟!
كم من أمرٍ قد أُمِرتُ به قد قصرّت ؟؟!
كم من معصية قد نهاني عنها قد فعلت ؟؟!
بل كم من أمانة قد حملني إيَّاها قد خُنت ؟؟!
ارتعدتُ خوفاً .. صرخت ... إنني من أمته .. إنني من أمته ..
صرت أعرض شريط حياتي بنفسي فأصبحت كأفعى يتلون وجهها بألف لون ولون ليس بسبب إيقاع فريستها وإنما لتذكّري أنني أنا .. نفسي أنا .. ولا أحد غيري سيقف تلك الوقفة ...
صرت أسأل نفسي كيف فعلت ما فعلت ؟ إذا هان كل شيء علي فكيف هان علي رؤية وجهه المحمرِّ غضباً مني ؟! إذا فرطّت بكل شيء فكيف فرطت بشفاعته وأنا بأمسِّ الحاجة إليها بل إنني أدعو بها ليل نهار ؟؟!
فتحت عيناي لأعود مجدداً إلى بيتي .. مسحت دموعي بيديّ .. أخذت نَفَسَاً عميقاً ثم تنهدت طويلاً ثم ابتسمت وقلت : لا لن أبيع دنياي بآخرتي ...
سأجهد وأعمل فلديَّ لسان ويدان ورجلان ، ولديَّ قلب مازال نابضاً ، وسأتذكر دوماً إن ظللت أسير في طريق مليء بالشوك والجفاء والحرارة فسأرى واحة من ورود سوف تنسيني الأشواك ..
وسأرى بحيرة ماء فسوف تنسيني ما كان من جفاء .. وسأجلس تحت ظل شجرة سوف تنسيني ما كان من حرارة .. حبيبتي إنَّ هذه الدنيا طريق ستمشين فيه فاجعلي التفاؤل ماءك كي لا تشعري بالعطش ، والأمل عصاتك كي لا تتعبي من طول المسير ، والإيمان ظلك كي لا تتأذي من حرارة الشمس ، واحذري أن تكوني جسداً من دون روح ، هيا لنقم.. لنبحث عن من يدلنا عليه ، ولننظر إلى الطريق المؤدي إليه ، واعلمي أنه بعملك ستسرع الأيام إلى مبتغاك ، وبمخالفتك سترين الأيام تمشي وكأنها تخالف هواك، واعلمي أنه سيبقى إلى جانبك فهذا عهدك به وعهده بك ، لنكون يوم القيامة عندما ينادي أين أحبابي ؟ لنكون ممن يسرعون اليه فرحين به ...
حبيبتي ..
السنة السنة ..
وطّني نفسك على حبها ..
وتعظيمها ...
والحنين اليها ..
فقد جاء في الأثر لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ..
حنّت الجذع .. كما يحنُّ الفصيل إلى أمه ..
وبكت بكاء الصبي ...
يا أختي في الله ..
الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شوقاً إليه ..
فأنت أحقّ أن تشتاقي إلى لقائه ...
الحسن البصري .
فإذا رأيت عينك تنظر إلى شخص آخر أو تفضل شيئاً آخرَ أو تقارن رسول الله سيد الخلق وحبيب الحق بملوك الدنيا فلا تلومي إلا نفسك لأن نفسك ضياؤها .. |