وجهة نظر
>>
خواطرأنثوية :
النكسات إلى انتصارات
علا عبد الحميد زيدان .
يروى أنه كان في بني إسرائيل شابٌ عبد الله عشرين سنة ثم عصاه عشرين سنة ، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته فساءه ذلك فقال : إلهي أطعتك عشرين سنة ثم عصيتك عشرين سنة فإن رجعت إليك أتقبلني ؟ فسمع قائلاً يقول له ولم يرَ شخصاً : أحببتنا فأحببناك ، وتركتنا فتركناك ، وعصيتنا فأمهلناك ، وإن رجعت إلينا قبلناك ....
ربما أصيب بعض الناس بذنب لا يفارقه ، وهو يجاهد نفسه ويربيها لعلّها أن تقلع عن هذا الذنب ولكنه لم يستطع ولربما تاب مرة فعاد ثم تاب مرات وعاد ، فيأس من نفسه وخجل من ربه وامتنع عن طريق باب التوبة مجدداً ونسي قول الرحيم الرحمن { ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الفاسقون } .
طريق التوبة يحتاج إلى مجاهدة وصبر ثم يحتاج إلى عمل ، ولا يُتصوَّر أن بيد أحدٍ من الناس عصا موسى لحل مثل هذه الأمور ، وقد ورد في بعض الآثار أنَّ الله سبحانه قال : { يا ابن آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من الذنوب فعلى من أجود بحلمي ؟ وعلى من أجود بعفوي ومغفرتي وتوبتي و أنا التواب الرحيم ؟ } عندما نثق بأنَّ الله يسمح بالشدائد أو المصائب – لسبب ما مهما كانت كبيرة أو صعبة - لأنه يعلم الخيرية لنا فإننا سنحول ما يبدو كنكسات إلى أعظم الانتصارات وسيغدو الذنب الذي أذنبته شمعة تضيء لك طريقك إلى الله إن أحسنت الفهم والتصرف وكما قيل رُبَّ معصية أورثت ذلاً وافتقاراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً واستكباراً فأنين المذنبين أحبُّ إليه سبحانه من تسبيح المرائين ...
ولذلك وعندما تستيقظين فجر كل يوم اصحبي نيتك بأّنك لن تعملي إلا خيراً ولن تنطقي إلا خيراً ولن تفكر إلا بخير وحينها ستكونين ممن عرف حكمة الحياة وسر الخلق وعندما سيحين وقت الوصول إلى شاطئ الأمان ستكونين ممن تتمتع بسلام داخلي رفيع مع نفسه ...
اقتطفت لكم عبارات رائعة من رسالة شخصية لرجل عظيم قرر أن يناضل إلى أن تتحرر بلاده من المستعمر فقال: (( ليكن أول شيء أفعله كل يوم هو أن أقرأ ما يأتي :
ألا أخشى سوى الله ..
ألا أخشى مخلوقاً على وجه الأرض ...
ألا أحمل ضغينة لأحد ..
ألا أقبل الظلم من أي إنسان كائناً من كان ...
أن أنتصر على الباطل بالحق وفي مقاومتي للباطل سوف أتحمّل كل المعاناة ...))
من أوراق المهاتما غاندي .
وبعد فلا بُدَّ أنك ستنتصرين على الباطل وستقهرين أيَّ ذنب وستقاومين أيَّة معصية مهما كبرت لأنك تستشعرين في كل لحظة من لحظات يومك أنّك عبدة مكلّفة مخيَّرة ومراقبة فاختاري كيف ستبدئين يومك وكيف ستُنهينه .. وكيف ستقضين عمرك وكيف ستختمينه ...
فإذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك .. وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان .. فانتظري قدوم الربيع وافتحي نوافذك لنسمات الهواء النقي !
وانظري بعيدا فسوف ترين أسراب الطيور وقد عادت تغني .. وسوف ترين الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر ..لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً .. وقلباً جديداً !
واعلمي أنك إذا اخترت طرف العصا فقد اخترت الطرف الآخر فأحسني الاختيار فما زال في العمر بقية ...
|